مصيبة في بدنه أو ماله فاستقبل ذلك بصبر جميل ـ استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له ميزانا ، أو أنشر له ديوانا» (١). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «في الجنّة شجرة يقال لها شجرة البلوى ، يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة ، فلا ينشر لهم ديوان ، ولا ينصب لهم ميزان ، يصبّ عليهم الأجر صبّا» (٢) ، ثم قال : (إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) [الزمر : ١٠] (٣).
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ المؤمن يشدّد عليه وبكلّ وجع وجعه خطيئة تحطّ عنه ، وحسنة تكتب ، ودرجة ترفع» (٤). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «يقول الله تعالى : إذا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا ، فحمدني وصبر على ما ابتليته فإنه يقوم من مضجعه ذلك اليوم كيوم ولدته أمه من الخطايا ، ويقول الربّ للحفظة : أنا قيّدت عبدي هذا وابتليته ، فأجروا له ما كنتم تجرون له قبل ذلك من الأجر» وهو صحيح (٥). والأخبار في ذلك كثير (٦). فهذا هو الكلام في العوض المستحق على الله تعالى وهو الضرب الأول.
وأما الضرب الثاني : فهو العوض المستحق على غير الله تعالى ؛ فإنه يجب أن يكون موازنا للألم ؛ لأنه لو زاد العوض على الألم لخرج الألم عن كونه
__________________
(١) أخرجه في شمس الأخبار ٢ / ٣١٧ وعزاه إلى الشهاب الشافعي ، وقال المخرج : أخرجه الحكيم عن أنس.
(٢) في الأصل : صبّ والأصح ما أثبتناه من مصادره.
(٣) أخرجه الطبراني في الكبير ٣ / ٩٣ رقم ٢٧٦٥ بلفظ : إنّ في الجنة ... الحديث ، عن الإمام الحسن بن علي (ع). والدر المنثور ٥ / ٦٠٦.
(٤) ذكر ما يقارب ذلك في طبقات ابن سعد والحاكم في المستدرك ١ / ٣٤٦.
(٥) أخرجه في شمس الأخبار ٢ / ٣١٠ ، وعزاه إلى السمان. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٩ / ٣٢٢ رقم ١٤٠١٥ ، عن شداد بن أوس.
(٦) في (ب) كثيرة.