ونحو ما نقلته أرباب السّير والأخبار أنّ السحاب كان يظلّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قبل نبوته (١). وأن الملائكة نزلت عليه في حال صغره ، وشقّوا صدره ، وغسلوا قلبه (٢). وأنّ الحجارة كانت تسلّم عليه. ونحو قصة الفيل وشبهها ، مما جعله البصريون معجزا بزعمهم لنبيّ في ذلك الزمان اسمه خالد بن سنان (٣) لم ينزل بذكره كتاب ولا وردت به سنة ، ولا قامت على نبوته دلالة.
__________________
(١) أنظر السيرة النبوية لابن كثير ١ / ٢٢٨ : عن ابن عباس قال : خرجت حليمة تطلب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد وجدت البهم تقيل ، فوجدته مع أخته ، فقالت : في هذا الحر ، فقالت أخته : يا أمه ما وجد أخي حرّا ، رأيت غمامة تظلل عليه إذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت ، حتى انتهى إلى هذا الموضع.
(٢) ابن كثير في سيرته ١ / ٢٢٩.
(٣) خالد بن سنان العبسي : حكيم ، واختلف هل هو نبي أم لا ، فقد قال بعضهم : إنه لم يكن نبيا ، قال المجلسي : الأخبار الدالة على نبوته أقوى ، كان في أرض بني عبس ، يدعو الناس إلى دين عيسى. قيل : إنه كان بعد المسيح بثلاثمائة سنة ، قال ابن الأثير : معجزته أن نارا ظهرت بأرض العرب فافتتنوا فيها وكادوا يدينون بالمجوسية ، فأخذ خالد عصا ، فضربها وهو يقول : بدّا بدّا ، كل هدي مؤدّى ، لأدخلنها وهي تلظى ، ولأخرجن منها وثيابي تندى ، وطفئت وهو في وسطها. وقد روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال عند ما وفدت إليه ابنته فبسط رداءه وأجلسها عليه ، قال : «ابنة نبي ضيّعه أهله» [كنز العمال ١٢ / ١٤٨ رقم ٣٤٤٢٩] ، وفي حديث : قال لها «مرحبا يا ابنة أخي» ، وقال في شرح نهج البلاغة : إن خالدا لم يكن يقرأ كتابا ولا يدعي شريعة وإنما كانت نبوته مشابهة لنبوة جماعة من أنبياء بني إسرائيل الذين لم تكن لهم كتب إنما ينهون على الشرك ويأمرون بالتوحيد ، وقد أنكر الصادق عليهالسلام أن يكون نبيّا كما ذكر ذلك صاحب الاحتجاج ٢ / ٣٤٦ قال عليهالسلام في أسئلة الزنديق ، منها : أخبرني عن المجوس هل بعث إليهم خالد بن سنان؟ قال عليهالسلام : إن خالدا كان عربيّا بدويّا ، وما كان نبيّا ، وإنما ذلك شيء يقوله الناس. وهو كما يظهر رأي الأمير. ينظر الأعلام ٢ / ٢٩٦. وميزان الحكمة ٤ / ٣١٨٢. والنور المبين للجزائري ص ٦٠١. والطبقات الكبرى لابن سعد ١ / ٢٩٦.