خنقا عظيما حتى كاد أن يهلكه ثم أفلته ؛ فتاب المطرفي بعد ذلك وأناب. ومن كراماته ما رواه الإمام المنصور بالله عليهالسلام وهو أمور : منها أنه أتاه شيخ كبير فشكى عليه الصمم فنفث في أذنيه ودعا له فبرئ من الصمم بلطف الله تعالى.
ومنها أنه مسح على رجل أعمى فارتدّ بصيرا يرى ويبصر بلطف الله تعالى. ومنها أنه في بعض مخارجه لحق أصحابه وعسكره العطش الكثير حتى أشفوا (١) على الهلاك ، وهم في موضع لا ماء فيه ؛ فقام عليهالسلام فعلم لهم فيه ثلاثة أمكنة ، وقال : احفروا ؛ فحفروا موضعين ، فلحقوا الماء على قامة وبسطة ؛ فشرب الناس كلهم ، وسقوا بهائمهم ، وملئوا مزادهم (٢) وجميع أسقيتهم ، وطهروا واستقوا وأمسوا إلى الصبح. ثم طهروا وصلوا صلاة الفجر وارتحلوا ، فلما فصلوا من الماء وصاروا في بعض الطريق ، رجع منهم قوم لشيء نسوه من أدواتهم فأتوا وليس للماء أثر ، ولا بقي منه شيء. فلحقوا بالناس وأعلموهم. وكانوا من أهل الصدق والثقة والدين ، فعجب الناس من ذلك وزادهم ذلك يقينا. وقال بعض شعرائهم (٣) في المتوكل على الله عليهالسلام من جملة أبيات (٤) :
__________________
(١) في (ج) : أشرفوا.
(٢) في (ب) : مزاودهم.
(٣) هو القاضي محمد بن عبد الله الحميري وكان من أولياء المتوكل ، وله فيه مدائح ذكر بعضها صاحب الحدائق ج ٢ ص ١٣٠ ..
(٤) مطلعها :
يا ابن بنت النبي كلّ لسان |
|
مادح ما يكون مدح لساني؟! |
غير أن الولي لله لا تن |
|
كر فيه خصائص الرحمن |