من دار الناصر قبل موته وهو يصعد إلى السماء ، فما زال كذلك حتى فارق الدنيا ، فلما مات انقطع ذلك الضوء. ونحو أمره للضفدع بأكل الحنش فأكلته (١). ونحو قصة الكلب ؛ وهو أنّ رجلا صنع له طعاما وجعل فيه سمّا ، ثم أدخله عليه وكان مع الناصر عليهالسلام الكلب الذي تقدم ذكره الذي أغرى به صاحبه أوّلا فأكله ، فلمّا أدخل الناصر على الطعام نبح الكلب نباحا مستنكرا ، وأتاهم إلى موضع الطعام فتركه فأكل منه قبل الناصر عليهالسلام ؛ فأكل منه ومات إلى غير ذلك من كراماته (٢) ؛ فإنها كثيرة.
[كرامات الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان] (٣)
ونحو كرامات الإمام المتوكل على الله أحمد بن سليمان من ولد الهادي (ع) فإنه روي أن رجلا من المطرفية الأنجاس كان واقفا مع جماعة من الزيدية بمسجد حوث (٤) ؛ فتذاكروا الإمام المتوكل على الله فسبّه المطرفي ولعنه فنهاه أهل المسجد فنزل ثعبان من سقف المسجد فالتوى بحلق المطرّفي ، وهو يخنقه
__________________
(١) ينظر أخبار الأئمة الزيدية ٢٢٤. والحدائق الوردية ج ٢ ص ٣٤.
(٢) انظر أخبار الأئمة الزيدية في الديلم ٢٢٣.
(٣) الإمام المتوكل على الله : هو أبو الحسن أحمد بن سليمان بن محمد بن المطهر بن علي بن الناصر أحمد بن الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ، ولد سنة ٥٠٠ ه ، من أكابر أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، كان من العباد الزهاد المجاهدين ، بويع له سنة ٥٣٢ ه ، واستفاض على جميع اليمن ، وخطب له بينبع والنخيل ، وانقادت لأحكامه الجيل والديلم ، وتوفي عليه ٥٦٦ ه ، وقبره بحيدان مشهور مزور ، وله مؤلفات منها : أصول الأحكام ، وحقائق المعرفة ، ورسالة عامة ، وكتاب المطاعن ، وكتاب الهاشمة لأنف الضلال ، وشرحها العمدة ، والمدخل في أصول الفقه. ينظر التحف ٢٣١ ، وطبقات الزيدية ١ / ١٣٤.
(٤) حوث : مدينة شمال صنعاء بحوالي ١٥٠ ك.