جلسته غير أن الصّفرة تعتليه قليلا قليلا ، وهو يذكر الله ويمجده ثم أدنى برأسه ، وخفي صوته ، قال المرتضى لدين الله : فأضجعته فإذا هو قد فارق الدنيا (١).
[كرامات الإمام الناصر للحق عليهالسلام]
ونحو كرامات الإمام الناصر للحق عليهالسلام (٢) ؛ فإنّ رجلا كان في بلد (٣) الدّيلم متلصّصا يقطع الطريق بين الغياض ، ويقتل الناس ، ومعه كلب له قد ضرّاه يأكل الناس ؛ فكان يعمد من الرجل إلى مذاكيره فيقطعها فمرّ به الناصر عليهالسلام فأغرى الرجل به الكلب فلم يطعه بل بصبص (٤) بالناصر ، فلما قرب من الناصر أغراه الناصر بمالكه. وقال له : يا كلب كله ؛ فافترس الكلب حينئذ مولاه وقتله ، وبقي بعد ذلك مع الناصر للحق عليهالسلام (٥). ونحو النور الذي رئي يضيء
__________________
(١) درر الأحاديث النبوية ص ٢٠٢.
(٢) من أئمة الزيدية في الجيل والديلم ولد سنة ٢٢٥ ه أثنى عنه الكثير سواء وافقوه في اعتقاده الزيدي أم لا. فها هو الطبري في تاريخه يقول : ولم ير الناس مثل عدل الناصر الأطروش وحسن سيرته ، وإقامته الحق. أسلم على يده مليون نسمة من أهل الجيل والديلم ت ٣٠٤ ه. وقبره مشهور مزور. وله البساط ـ طبع ـ والمغني. والباهر ، جمعه أبو القاسم إسماعيل البستي. وكتاب التفسير الذي يشتمل على ألف بيت من ألف قصيدة ، وغيرها. قيل : إن مؤلفاته تزيد على ثلاثمائة. ينظر التحف شرح الزلف ص ١٨٤. والشافي ١ / ٣٠٨. تراجم رجال شرح الأزهار للجنداري ص ١١. ومعجم المؤلفين ١ / ٥٦٧. والفلك الدوار ص ٣٨. والطبري ١٠ / ١٤٩ في حوادث سنة ٣٠٢ ه. والحدائق الوردية ٢ / ٢٨. وأخبار أئمة الزيدية ص ٨٥.
(٣) في (ب) ، (ج) : بلاد.
(٤) في الأصل ، نضنض. في القاموس ص ٧٩١ بصبص الكلب : حرّك ذنبه ، وهو الصحيح.
(٥) أنظر الحدائق الوردية ٢ / ٣٤. وأخبار الأئمة الزيدية في الديلم ٢٢٣.