من لا يعتد به ، وأجمعوا على أنه المتصدق بخاتمه في ركوعه دون غيره. فإن قيل : أين ذكره المخالفون؟ قلنا : هو مذكور في كتاب الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري ، فإنه روى أنها نزلت في علي عليهالسلام ، وأنه المتصدق بخاتمه في حال ركوعه في الصلاة. وهو مذكور في كتاب ابن المغازلي ؛ فإنه ذكر في تفسير هذه الآية ما رواه بإسناده إلى عبد الله بن عباس أنه قال : إن هذه الآية نزلت في علي عليهالسلام في قوله : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) [المائدة : ٥٥] ، قال الذين آمنوا علي بن أبي طالب (١).
وروى ابن المغازلي أيضا وهو الفقيه الشافعي أبو الحسن علي بن محمد الطيب المعروف بالمغازلي الواسطي (٢) ما رفعه بإسناده إلى ابن عباس أنه قال : مرّ سائل برسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وفي يده خاتم فقال : «من أعطاك هذا الخاتم؟» ، قال : ذلك الراكع ، وكان علي يصلي ، فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحمد لله الذي جعلها فيّ وفي أهل بيتي (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ) ، وتلى الآية (٣).
وهو مذكور أيضا في تفسير الثعلبي ـ وهو الأستاذ أبو إسحاق أحمد بن
__________________
(١) ص ١٩٣ رقم ٣٥٤ ـ ٣٥٨. وشواهد التنزيل ١ / ١٦١ برقم ٢١٦ إلى رقم ٢٢٠. وذخائر العقبى ص ٨٨. وأسباب النزول للواحدي ص ١٦٨.
(٢) فاضل عالم برجالات واسط وحديثهم ، وكان حريصا على سماع الحديث وطلبه ت ٤٨٠ ه وله كتاب في مناقب الشافعي. والأربعين في فضائل قريش ، والقضاء والشهادات على مذهب الشافعي شرح الجامع الصحيح للبخاري. وكتاب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب. انظر ترجمته في مقدمة المناقب ص ٩.
(٣) ص ١٩٤. وشمس الأخبار ١ / ١٠١ بألفاظ مقاربه. وشواهد التنزيل ١ / ١٦٦ من رقم ٢٢٣ ـ ٢٣٠. وأسباب النزول للواحدي ص ١٦٨. وروح المعاني مج ٤ ج ٦ ص ٢٤٤ ـ ٢٤٥.