محمد بن إبراهيم الثعلبي (١) فإنه روى فيه ما رفعه بإسناده إلى السّدي (٢) وغالب ابن عبد الله ما لفظه : إنّما عنى بقوله سبحانه وتعالى : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [المائدة : ٥٥] ـ عليّ بن أبي طالب ؛ لأنه مرّ به سائل وهو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (٣).
وروى الثعلبي بإسناده أيضا إلى عبد الله ابن عباس أنه قال : بينا عبد الله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إذ أقبل رجل معتم بعمامة [متلثّم] (٤) ؛ فجعل ابن عباس لا يقول : قال رسول الله ، إلا وقال الرجل : قال رسول الله ؛ فقال له ابن عباس : سألتك بالله من أنت؟ فكشف عن وجهه ، وقال : يا أيها الناس ، من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا جندب ابن جنادة البدري أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بهاتين وإلا فصمّتا ، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا يقول : «عليّ قائد البررة ، وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله» ، أما أني صليت مع رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوما من الأيام
__________________
(١) كان حافظا مفسرا وأحد أوعية العلم ، بصيرا بالعربية ، طويل الباع في الوعظ ، صحيح النقل ، كثير الشيوخ ، كثير الحديث ، موثوق فيه. ت ٤٢٧ ه ، وله التفسير المسمى الكشف والبيان عن تفسير القرآن ، وربيع المذاكرين ، وكتاب العرائس في قصص الأنبياء. ينظر سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٣٥ ، ومعجم الأدباء مج ٣ ج ٥ ص ٣٦. ووفيات الأعيان ١ / ٢٢.
(٢) وعتبه بن أبي حكيم. ساقط من النسخ وأثبتناه من العمدة.
(٣) أنظر العمدة لابن البطريق ١٦٧ وعزاه إلى الثعلبي. والدر المنثور ٢ / ٥١٩. والطبري ٤ / ٣٨٩. والزمخشري ١ / ٦٤٩ ، والفتوحات الإلهية ١٢ / ٥٠٤. والميزان ٦ / ٢١. والقرطبي مج ٣ ج ٦ ص ١٤٤.
(٤) ما بين القوسين زيادة من (ب). وهي بين السطور في الأصل وعليها ظ.