صلاة الظهر ، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء ، وقال : اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئا ، وكان علي راكعا ؛ فأومأ بخنصره اليمنى ـ وكان يتختم فيها ـ فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، وذلك بعين رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. فلما فرغ من صلاته رفع رأسه إلى السماء وقال : اللهم إن موسى سأل فقال : (رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي* وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي* هارُونَ أَخِي* اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي* وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي) [طه : ٢٥ ـ ٣٢] ؛ فأنزلت عليه : (سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيْكُما بِآياتِنا أَنْتُما وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغالِبُونَ) [القصص : ٣٥] ، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك اللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري وأجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري». قال أبو ذر : فما استتم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الكلمة حتى نزل عليه جبريل عليهالسلام من عند الله تعالى فقال : يا محمد اقرأ ، فقال : وما أقرأ؟ قال اقرأ : (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) (١) [المائدة : ٥٥] ، فما عذر المخالفين لنا مع شهادة أئمتهم بأنها نازلة في علي عليهالسلام؟.
واعلم أيها المسترشد أنا قد جعلنا الرواية مضافة إلى هؤلاء الرواة ونسبناها
__________________
(١) الإمام عبد الله بن حمزة في الشافي ١ / ١٢٢. ٣ / ١٤١. والشبلنجي في نور الأبصار ص ٨٦. والعمدة لابن البطريق ص ١٦٨ ، وكل واحد منهم عزاه إلى الثعلبي في التفسير. وأخرج الطبرسي في مجمع البيان ٣ / ٣٦١ ما يوافق هذه الرواية. أقول : قد أجمع المفسرون على نزول الآية في علي (ع) فلا حاجة لسرد الروايات التي لا تفيد شيئا سوى الحشو وخلط السليم بالسقيم.