حتى قام رجل من المهاجرين قال (١) : بأبي وأمي أنت (٢) يا رسول الله ما الثقلان؟ ، فقال : «الأكبر منهما : كتاب الله سبب ؛ طرف بيد الله تعالى ، وطرف بأيديكم ؛ فتمسّكوا به ولا تولّوا فتضلّوا ، والأصغر منهما : عترتي ، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي فلا تقتلوهم ، ولا تقهروهم ، ولا تقصّروا عنهم ، فإني قد سألت لهما (٣) اللطيف الخبير فأعطاني ، ناصرهما لي ناصر ، وخاذلهما لي خاذل ، ووليّهما لي وليّ ، وعدوّهما لي عدوّ ، ألا فإنها (٤) لم تهلك أمّة قبلكم حتى تدين بأهوائها ، وتظاهر على نبوّتها ، وتقتل من قام بالقسط منها» ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليهالسلام ؛ فرفعها ؛ وقال : «من كنت وليّه ؛ فهذا وليّه (٥) ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه» (٦). والكلام في هذا الخبر يقع في موضعين : أحدهما : في صحته في نفسه. والثاني : أنه يفيد معنى الإمامة.
أما الموضع الأول : وهو في صحته في نفسه ؛ فالذي يدل على ذلك أنّ هذا التفصيل الأخير الذي رواه ابن المغازلي قد ورد تفصيله في الصحاح ما يختصّ أهل البيت مفردا ، وما يختص بحديث ولاية علي عليهالسلام وحده أيضا ، ورواه أيضا بطريق أخرى كالأول. وفيه زيادة قول عمر بن الخطاب : بخ بخ (٧) لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة ؛ قال : فأنزل الله
__________________
(١) في (ب) : فقال.
(٢) في (ب) : بأبي أنت وأمي.
(٣) في المناقب : لهم.
(٤) في المناقب : وإنها. وفي (ب) بدون ألا.
(٥) في المناقب : من كنت مولاه فهذا مولاه ، ومن كنت وليه فهذا وليه.
(٦) المناقب ص ٢٩ برقم ٢٣. قالها ثلاثا.
(٧) بخّ : كلمة مدح ، وتكرّر للمبالغة بخ بخ ، وتخفض وتنون للوصل بخ بخ.