تجمع فيه ما تفرق في الورى |
|
فمن لم يعدّده فإني معدّد |
(١) وهذا أمر ظاهر. وإذا ثبت أنه أفضلهم كان أولى بالإمامة كما تقدم.
ومن جملة الأدلة على إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام إجماع العترة. وتحريره أن العترة (ع) أجمعوا على ذلك ، وإجماعهم حجة. وإنما قلنا : بأن أهل البيت (ع) أجمعوا على ذلك لما هو معلوم لنا وللعارفين أنه لا خلاف بينهم في أن الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآله بلا فصل هو أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأن إمامته طريقها النص ـ وإن اختلفوا في كيفية النص. وإنما قلنا : بأن إجماعهم حجة لما يشهد له الكتاب والسنة :
أما الكتاب : فقوله سبحانه : (هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج : ٧٨] ؛ فإن قيل : إنّ الآية خطاب لولد إبراهيم جميعا قلنا : لا خلاف في أن إجماع من عدا أولاد الحسن والحسين (ع) من اليهود وغيرهم من قريش وسائر ولد إبراهيم ليس بحجة ، فلم يبق إلا أن يكون ذلك في أهل البيت (ع) ؛ إذ لو بطل ذلك فيهم مع بطلانه في غيرهم لخرج الخطاب عن الفائدة ، وهو خطاب حكيم لا يجوز ذلك فيه. وهذه الآية قد استدل بها الحسن بن علي (ع) على المنبر بمحضر جماعة الصحابة (رض) في وقته فأقروه على ذلك ولم ينكره عليه منهم منكر.
__________________
(١) وقول العلامة الأمير في التحفة العلوية :
كلّ ما للصّحب من مكرمة |
|
فله السّبق تراه الأوّليّا |
جمعت فيه وفيهم فرّقت |
|
فلهذا فوقهم صار عليّا |