معه (١) ... الخبر بطوله. وهذا الخبر مما احتج به أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الشورى بمحضر الصحابة ولم ينكر عليه منهم منكر. وقوله : أحبّ خلقك إليك المراد به أعظمهم ثوابا ، وأكرمهم وهو الأفضل. ولا يصح أن يقال : إنه يدخل فيه النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأنه مستثنى بوجهين : أحدهما أنه لا يدخل في الخطاب إذ هو المخاطب. والثاني أنه مخصوص بدلالة الإجماع وغيره من الأدلة (٢).
ومنها : أن أمير المؤمنين عليهالسلام جمع من (٣) خصال الفضل كلّها ؛ فاختص بها على وجوه لم يشاركه فيها أحد فمنها ما سبق به جملة الصحابة (رض) فلم يشاركوه فيه ، وهذا كالإيمان بالله ؛ فإنه أول من آمن ، ثم المؤازرة والمعاضدة له (٤) ، وتحمّل المشاقّ فيه قبل الهجرة ، في الشعب وغيره ، وعند الهجرة وبعدها في مقامات القتال ، وجهاده بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وعلمه بالأصول والفروع. ومن ذلك اختصاصه بجميع خصال الفضل مع تفرقها في غيره ، وتقدمه عليهم فيما شاركوه فيه (٥) ، كما قال الأول :
__________________
(١) أحمد ابن حنبل في فضائله ٢ / ٥٦٠. والعمدة لابن البطريق ص ٣٠٣ والشافي ج ٣ ص ١٤٦. والطبراني في الكبير ١ / ٢٥٣ رقم ٧٣٠. والأوسط ٢ / ٢٠٦ رقم ١٧٤٤. و ٦ / ٩٠ رقم ٥٨٨٦ ورقم ٦٥٦١. والخطيب ٣ / ١٧١. والحاكم ٣ / ١٣٠ ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. والذهبي في تأريخ الخلفاء ص ٦٣٣. ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٦. وذخائر العقبى ص ٦١. وابن المغازلي ص ٨٨ رقم ١٥٥ ، وينابيع المودة للقندوري ج ١ ص ٦٦. وقد روى أربعة وعشرون رجلا حديث النظر عن أنس منهم سعيد بن المسيب والسدس وإسماعيل وغيرهم.
(٢) في هامش الأصل : في العبارة تسامح : إذ الخطاب لله عزوجل : والصواب أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم خارج بقرينة إذ لا يريد ايتني بنفسي.
(٣) في (أ) : من. وبين تعليقه ظ. وفي (ب) : جمع خصال.
(٤) في (ب) : بحذف له.
(٥) في (ج) : بدون فيه.