للفضفاض (١) ، وقتله لمرحب ، وغيرهما من صناديد العرب. ولم يرو مثل ذلك لغيره. فمن ادعى خلاف ذلك فقد كابر ؛ ولأن الناس اختلفوا في التفضيل : فمنهم من فضّل أبا بكر على الجميع ، ومنهم من فضّل عليا على الجميع ، ومنهم من توقف.
والذي يدل على أنه أفضل من أبي بكر وجوه : منها : إجماع الصحابة ؛ فإن أبا بكر قال على المنبر : ولّيتكم ولست بخيركم (٢) ، ولم ينكر عليه منكر ولا ردّ عليه رادّ. ولا شبهة أنّ غير أمير المؤمنين عليهالسلام من العشرة ليس بأفضل من أبي بكر ؛ فلم يبق إلّا أن عليا عليهالسلام خير منه. ولا يصح أن يقال : خيرهم نسبا ؛ (٣) لأنه تخصيص من غير دليل. ولا يصح أن يقال : إنه أراد بذلك التواضع وطريقة تبكيت النفس ، وذلك لأن (٤) هذه الأحوال لا توجب إباحة الكذب. ولا يصح أن يقال : إن المراد النّفع ؛ لأنّ الخير في عرف الشرع يراد به الفضل ، فلا يعدل عن الحقيقة لغير دلالة.
ومنها : ما روي أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أهدي (٥) إليه طير مشويّ فقال : «اللهم ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطّير» ؛ فاقبل علي عليهالسلام وأكل
__________________
(١) لم نجد هذا الاسم ضمن من قتلهم الإمام علي ، إلا إذا كان من ألقاب عمرو بن ود العامري فالله أعلم.
(٢) ابن سعد في الطبقات ٣ / ١٨٢. والعقد الفريد ٤ / ٥٩ ، وعيون الأخبار لابن قتيبة ٢ / ٦٢٥.
(٣) يعنى قول أبي بكر : لست بخيركم في النّسب ؛ لأن نفي الخيرية عن النسب دون غيره تخصيص بغير دليل.
(٤) في (ب) وذلك أنّ.
(٥) في (ب) : ما روي عن النبي (ص) أنه أهدي إليه.