الله سيهدي قلبك ويثبّت لسانك» (١). وقال صلىاللهعليهوآله في علي عليهالسلام : «إنّه يؤدّي عنّي ولا يؤدّي عنّي غيره». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي عليهالسلام : «إنّك تقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» (٢). وقال : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها» (٣). وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «ستكون من بعدي فتن ؛ فإذا كان كذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب ؛ فإنه أوّل من يراني يوم القيامة ، وأوّل من يصافحني. وهو الصّدّيق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، وهو يعسوب المؤمنين» (٤) ، إلى غير ذلك. ولا يجوز أن تشتهر هذه الأخبار إلا وفي جملتها ما هو صحيح ، ويجري الكلام في ذلك مجرى العلم بشجاعة عنترة وكرم حاتم ، فإن ذلك اشتهر بأخبار الآحاد الكثيرة ، فقطعنا على أنه لا بد أن يكون في جملتها ما هو صحيح ؛ والعلة الرابطة بين ذلك تطابق الأخبار من جهة الآحاد على معنى واحد ؛ فوجب كون ذلك المعنى صحيحا ، ويقرب أن يكون متواترا. وإذا ثبت ذلك وكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قد قال : «اللهم أدر الحقّ مع علي حيث دار» ؛ فقد علمنا إجابة دعوته صلىاللهعليهوآلهوسلم. ومن قول علي عليهالسلام ـ أنه الامام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بلا فصل ؛ فيجب أن يكون ذلك حقّا ؛ فلا يجوز تعدّيه إلى غيره ، وهذا الخبر
__________________
(١) الاستيعاب ج ٣ ص ٢٠٤. والذهبي في تأريخ الخلفاء ص ٦٣٧. وطبقات ابن سعد ج ٢ ص ٣٣٧. وأحمد بن حنبل ج ١ ص ١٨٢. رقم ٦٣٦ ، والحاكم ج ٣ ص ١٣٥ بلفظ مقارب ، والترمذي ج ٥ ص ٥٩٤ بلفظ مقارب.
(٢) كتاب الشافي ج ٣ ص ١٥٧. والذهبي ص ٦٤٢ عهد الخلفاء ، والبداية والنهاية ج ٦ ص ٢٤٣ ، ودلائل النبوة ص ٤٣٦.
(٣) سبق تخريجه. والشافي ج ٣ ص ١٥٨. والمصنف لابن أبي شيبة ج ٦ ص ٣٦٦. رقم ٣٢٠٧١.
(٤) أخرجه الكنجي في كفاية الطالب ص ١٨٧. والمعجم الكبير للطبراني ج ٦ ص ٢٦٩ رقم ٦١٨٥ ، ومختصر مسند البزار ج ٢ ص ٣٠١ رقم ١٨٩٨. ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٠٢.