قد رواه ابن المغازلي أيضا (١). ومما رواه أيضا فضيلة حديث الجواز ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يدخل الجنّة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب» (٢).
فصل : وإذا كان هذا هكذا كان تقديمه واجبا ، واعتقاد ولايته على هذه الأمة بعد رسولها فرضا لازبا (٣).
ومما رواه أيضا فضيلة حديث الوالد ، وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّما مثل عليّ في هذه الأمّة مثل الوالد» (٤).
فصل : وحق الوالد عظيم قال تعالى : (وَقَضى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) [الإسراء : ٢٣] ، وقال تعالى : (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَيْهِ) [العنكبوت : ٨](إِحْساناً) [الأحقاف : ١٥] وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رضى الرّبّ في رضا الوالدين ، وسخط الربّ في سخط الوالدين» (٥) ؛ فاقتضى ذلك أن طاعة علي عليهالسلام واجبة على جميع الصحابة (رض).
فضيلة المباهلة :
في قوله تعالى : (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِساءَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران : ٦١] ، أطبق أهل النقل كافة مع اختلاف أغراضهم واعتقاداتهم ، وأجمع عليه المخالف في إمامته والمؤالف ، وإذا كان كذلك فلنذكر اللفظ الذي رواه المخالفون ليكون ألزم للحجة ، وهو ما ذكره الثعلبي ؛ فإنه روى أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم خرج محتضنا للحسين ، وآخذا بيد الحسن ، وفاطمة تمشي خلفه ، وعلي
__________________
(١) ص ٩١ رقم ١٥٤.
(٢) ص ٩٣ رقم ١٥٦ ، وتأريخ بغداد ج ١٠ ص ٣٥٧.
(٣) في (ب) : لازما.
(٤) المناقب ٤٩ رقم ٧٠ بلفظ : «حق عليّ على المسلمين كحق الوالد على ولده».
(٥) الترمذي ٤ / ٢٧٤ رقم ١٨٩٩. والحاكم في المستدرك ٤ / ١٥٢.