فضيلة البساط (١)
روى ذلك ابن المغازلي الفقيه الشافعي الواسطي في مناقبه روى ما رفعه بإسناده إلى أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بساط من بهندف (٢) ؛ فقال لي : يا أنس ابسطه فبسطته ، ثم قال : ادع العشرة فدعوتهم فلما دخلوا أمرهم بالجلوس على البساط ، ثم دعا عليّا فناجاه طويلا ، ثم رجع عليّ فجلس على البساط ، ثم قال : يا ريح احملينا ؛ فحملتنا الريح قال : فإذا البساط يدفّ بنا دفّا ، ثم قال : «يا ريح ضعينا ؛ ثم قال : تدرون في أي مكان أنتم؟ قلنا : لا ، قال : هذا موضع أصحاب الكهف والرقيم ؛ فقوموا فسلّموا على إخوانكم. قال : فقمنا رجلا رجلا ؛ فسلّمنا عليهم ؛ فلم يردوا علينا السّلام ، فقام علي فقال : السّلام عليكم معشر الصّدّيقين والشهداء ؛ فقالوا : عليك السّلام ورحمة الله وبركاته. قال : فقلت : ما بالهم ردّوا عليك ولم يردوا علينا؟ فقال لهم علي : ما بالكم لم تردّوا على أصحابي؟ فقالوا : إنا معشر (٣) الصديقين والشهداء لا نكلّم بعد الموت إلا نبيا أو وصيا. قال : يا ريح احملينا ؛ فحملتنا تدفّ دفّا. ثم قال : يا ريح ضعينا ؛ فوضعتنا فإذا نحن بالحرّة.
قال : فقال علي عليهالسلام : ندرك النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ في آخر ركعة ، فطوينا وأتينا وإذا النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم يقرأ في آخر ركعة : (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْكَهْفِ
__________________
(١) قال السيد العلامة الوالد مجد الدين المؤيدي حفظه الله : إن كتاب ينابيع النصيحة من نفائس مؤلفات العترة الأطهار .. لو لا أنه يتساهل في نقل بعض الروايات كقصة البساط ، والمنجنيق في غزوة ذات السلاسل ، وأن أمير المؤمنين عليهالسلام قتل يوم بدر سبعة وستين رجلا. ينظر لوامع الأنوار ١ / ٥٤٥.
(٢) قرية في آخر النهروان في العراق ، وقد جاءت بلفظ : حندف وخندف.
(٣) في المناقب لابن المغازلي : معاشر.