وقد روي هذا الحديث بطرق : منها ما رفع إلى أبي رافع وغيره وذكر في آخر الحديث ما لفظه : فقام عليّ فصلّى العصر ؛ فلمّا قضى صلاته غابت الشّمس ؛ فإذا النجوم مشتبكة (١).
__________________
(١) حديث رد الشمس : أخرجه القاضي عياض في الشفاء ١ / ٥٤٨. وابن المغازلي ص ٨٠ رقم ١٤٠ ، ١٤١. وكفاية الطالب ٣٨٤. وهو حديث صحيح وقد كثرت طرقه مما جعل أكثر الحفاظ قد يقطع بصحته ، بل إن جماعة من الحفاظ أفرد له كتابا كما ذكرهم محمد باقر المحمودي في تحقيقه لترجمة الإمام علي عليهالسلام لابن عساكر ٢ / ٢٨٣. ومنهم السيوطي فقد صنف رسالة سماها : «كشف اللبس عن حديث رد الشمس» أورد طرقه بأسانيد كثيرة ، وصححه بما لا مزيد عليه ، وهي موجودة في دار الكتب المصرية. قال القاضي عياض بعد ما عزاه إلى الطحاوي في مشكل الآثار من طريقين : وهذان الحديثان ثابتان ، ورواتهما ثقات. وحكى الطحاوي أن أحمد بن صالح كان يقول : لا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حفظ حديث الشمس ؛ لأنه من علامات النبوة. وكذلك العلامة محمد بن إسماعيل الأمير في شرح التحفة العلوية ص ١٤٨ ، وذكر ما يؤكد صحته ؛ فليراجع. وقال ابن حجر في شرح همزية البوصيري ص ١٢١ في شق القمر : ويناسب هذه المعجزة ردّ الشمس له بعد ما غابت حقيقة ... إلى قوله : فردت ليصلي علي. وقد تكلم الأميني في الحديث مصادره في الغدير ٣ / ١٢٦ ـ ١٤١ ؛ فليراجع. ومما يؤكد ذلك قول الإمام الشافعي وغيره كل ما أوتي نبي معجزة إلا أوتي نبينا محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم نظيرها أو أبلغ منها وقد صح أن الشمس حبست على يوشع ليالي قاتل الجبارين فلا بد أن يكون لنبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم ذلك فكانت هذه القصة والله أعلم. وقال الصاحب ابن عباد مخاطبا أمير المؤمنين علي (عليهالسلام) :
كان النبي مدينة العلم التي |
|
حوت الكماة وكنت أفضل باب |
ردت عليه الشمس وهي فضيلة |
|
بهرت فلم تستر بلفّ نقاب |