ـ عليّا عليهالسلام في مقتضى الخبر هذا. فيكون له خاصّة دونهم ، وقد شاركهم أيضا في مقتضى الآية الأولى التي شهدت لكل من آمن بالله ورسله بكونه صدّيقا ، فإنه لا خلاف في أنّ عليّا عليهالسلام لم يعبد شيئا من دون الله تعالى بخلاف أبي بكر وعمر فإنهما عبدا الأصنام من دون الله سبحانه ، ثم أسلما بعد ذلك ؛ فاختص أمير المؤمنين عليهالسلام بذلك. واختص بأنه الصّدّيق الاكبر ؛ لمقتضى الخبر الذي ذكرناه ، ولما رواه الباقر محمد بن علي السجاد عن آبائه (ع) أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لأصحابه : «خذوا بحجزة هذا الأنزع ـ يعني عليا عليهالسلام ـ فإنّه الصديق الأكبر والهادي لمن اتّبعه ، ومن اعتصم به أخذ بحبل الله ، ومن تركه مرق من دين الله تعالى ، ومن تخلّف عنه محقه الله ، ومن ترك ولايته أضلّه الله ، ومن أخذ بولايته هداه الله» (١).
ثم اختصّ علي (٢) عليهالسلام بالعصمة كما تقدم تحقيقه (٣) ؛ فلم يعص الله عزوجل بمعصية كبيرة. فكم بين صدّيق قد سمّاه الصادق المصدوق (٤) صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه الصديق الأكبر ، وهو مع ذلك معصوم عن الفحشاء والمنكر ـ وبين أبي بكر الذي قد كفر بالله تعالى وعبد الأصنام ، ثم رجع ودخل في الإسلام بلا خلاف في ذلك بين المسلمين ، وقد قال الله سبحانه : (أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا
__________________
(١) قال في لوامع الأنوار ٢ / ٤٩٢ : قال في تفريج الكروب : على فصوله شواهد. أقول : إن شواهده مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مع الحق. وحبه إيمان. وتركت فيكم. واللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه. وأهل بيتي كسفينة نوح. المحقق.
(٢) في (ب) : عليّا.
(٣) في (ب) : بحقيقته.
(٤) في (ب) : المصدّق.