سيّدي شباب أهل الجنّة. وزوجته خير نساء العالمين. أنت شجرة ، وعليّ أغصانها ، وفاطمة ورقها (١) ، والحسن والحسين ثمارها ، خلقتهما من طينة علّيّين ، وخلقت شيعتكم منكم ، إنهم لو ضربوا على أعناقهم بالسّيوف لم يزدادوا لكم إلّا حبّا» ثم قال صلىاللهعليهوآلهوسلم : قلت : «يا ربّ! ومن الصّدّيق الأكبر؟» قال : «أخوك عليّ بن أبي طالب».
وروينا عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال ما معناه : بشّرني رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك قبل الهجرة بثلاثة أحوال. وهذا الخبر من عيون الأخبار ، وغرر الآثار ؛ لأنه مؤرخ قبل الهجرة بثلاثة أحوال (٢) ، فهو قبل نكاح علي بفاطمة (ع) ؛ لأنه تزوج بها بعد (٣) الهجرة بسنة كاملة على ما ذكره صاحب كتاب المصابيح فهو من أخبار الغيوب المستقبلة ، فكان الأمر فيه على ما أخبر رسول الله (٤) صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ فإذا ثبت ذلك لم يشارك أحد من الصديقين ـ وهم جميع من آمن بالله ورسله
__________________
(١) في (ب) : ورقتها.
(٢) أخرجه الإمام زيد بن علي من مجموعه ص ٤٠٥ ، قال السيد مجد الدين في لوامع الأنوار ١ / ١٤٣ بعد تمام هذا الخبر ، وعلى فصوله شواهد لا تحصى ونظائر لا تستقصى.
(٣) في (ب) : تزوجها قبل. وهو وهم ؛ فإنه صلىاللهعليهوآله زوّجها من علي بعد أحد وبنى بها بعد تزوجه بسبعة أشهر ونصف ، وقيل بعد زواج عائشة بأربعة أشهر. والبناء بعائشة تم بعد غزوة بدر في شوال سنة ٢ ه. وقيل : في شوال على رأس ١٨ شهرا من هجرته وعمرها تسع سنوات. ينظر تهذيب الكمال ٣٥ / ٢٢٧ رقم ٧٨٨٥. وفي تاريخ الطبري ٢ / ٣٩٨ قيل بعد ٨ أشهر من هجرته في ذي القعدة ، وبعضهم في شوال لسبعة أشهر من الهجرة. وأما الزواج بعائشة فقد وقع في مكة قبل الهجرة بثلاث سنين. المنتظم ٣ / ٦٩.
(٤) في (ب) ، (ج) : أخبر صلّى الله. إلخ. أسد الغابة ٧ / ٢١٦ رقم ٧١٨٣. وتهذيب الكمال ٣٥ / ٢٤٧ رقم ٧٨٩٩. وفي سيرة ابن كثير في صفر سنة ٢ ه ج ٥ ص ٣٣٠.