والحسين (ع) ، وكانت النساء فاطمة (ع) دون زوجات النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكانت الأنفس (١) محمدا وعليا (ع) وهذا أمر معلوم (٢).
ويدل على كونهما من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قول الله تعالى : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسى وَهارُونَ وَكَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى وَإِلْياسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَإِسْماعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطاً وَكلًّا فَضَّلْنا عَلَى الْعالَمِينَ) [الأنعام : ٨٤ ـ ٨٦] ؛ فجعل عيسى من ذرية نوح ، وإنما هو ابن ابنته ؛ وهذا أمر معلوم ، فيجب في أولاد فاطمة أن يكونوا من ذريته صلىاللهعليهوآلهوسلم.
__________________
(١) وليس المراد بقوله : (وَأَنْفُسَنا) نفس محمد ؛ لأن الإنسان لا يدعو نفسه بل المراد به غيره وأجمعوا على أن ذلك الغير كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ فدلت الآية على أن نفس علي هي نفس محمد. والمراد أنّ هذه النفس مثل تلك النفس ، وذلك يقتضي الاستواء في جميع الوجوه وترك العمل بهذا العموم في حق النبوة.
(٢) أنظر الدر المنثور للسيوطي ٢ / ٦٨. والكشاف ١ / ٣٦٩ ـ ٣٧٠ ، وتيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير ١ / ٢٧٩ ، ومجمع البيان ٢ / ٣١٠. وأسباب النزول للواحدي ٥٨ ، ٥٩. وأحكام القرآن لابن العربي ١ / ٢٧٤ ، وتفسير القرطبي ٤ / ٦٧. وتفسير الطبري مج ٣ ج ٣ ص ٤٠٩ ـ ٤١٠. وقال الفخر الرازي في تفسيره مج ٤ ج ٨ ص ٩٠ : هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهماالسلام كانا ابني رسول الله ، وعد أن يدعو أبناءه ؛ فدعا الحسن والحسين ، فوجب أن يكونا ابنيه. ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ وَأَيُّوبَ ...) إلى قوله : (وَزَكَرِيَّا وَيَحْيى وَعِيسى) ومعلوم أن عيسى عليهالسلام إنما انتسب إلى إبراهيم عليهالسلام بالأم لا بالأب ، فثبت أن ابن البنت قد يسمى ابنا. والله أعلم.