وأما السنة : فقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «كلّ بني أنثى ينتمون إلى أبيهم إلا ابني فاطمة فأنا أبوهما وعصبتهما» (١). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحسن والحسين ابناي» (٢). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنّ الله جعل ذرّيّة كلّ نبي من صلبه ، وإنّ الله جعل ذرّيّتي في صلب علي بن أبي طالب» (٣).
وهذا يوجب أن يكون جميع ولد علي عليهالسلام ذرية لرسول الله ، إلا أنّ من عدا أولاد فاطمة (ع) مخصوصون بالإجماع ؛ فإنه لا خلاف في أنّ من عدا أولاد فاطمة (ع) ليسوا من ذرية رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وقوله صلىاللهعليهوآله : «كلّ أولاد أنثى ، أبوهم عصبتهم إلا أولاد فاطمة فأنا أبوهم وعصبتهم» (٤). وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لكل بني أنثى عصبة ينتمون إليه إلا ابني فاطمة فأنا وليّهم وعصبتهم» (٥). وروينا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لمّا رأى الحسن والحسين يمشيان وقد تهلّل لهما التفت إلى أصحابه وقال : «أولادنا أكبادنا تمشي على الأرض» (٦).
وأما الاجماع : فلا خلاف في أن الصحابة (رض) كانوا يقولون للحسن والحسين : هما ابنا رسول الله ويعلنون بذلك في حياة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وبعد وفاته ، وهذا أمر معلوم لمن عرف أخبارهم واقتص آثارهم. وأما اختصاصهما بولادة البتول فاطمة الزهراء صلوات الله عليهم فهو معلوم ضرورة.
__________________
(١) درر الأحاديث النبوية ص ٥٢ ، والطبراني في الكبير ج ٣ ص ٤٤ رقم ٢٦٣١ ومجمع الزوائد ج ٩ ص ١٧٣.
(٢) المرشد بالله في أماليه ١ / ١٥٢. وكنز العمال بلفظ : ابناي هذان الحسن والحسين» ج ١٢ ص ١١٢.
(٣) الطبراني في الكبير ٣ / ٤٤ رقم ٢٦٣٠.
(٤) الخطيب في تاريخه ١١ / ٢٨٥.
(٥) الطبراني في الكبير ٣ / ٤٤ برقم ٢٦٣٢. والحاكم في مستدركه ٣ / ١٦٤. واللفظ له.
(٦) تنبيه الغافلين ١٤٨.