فقد كفر» (١). وعن أبي هريرة أنه قال : نظر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال : «أنا حرب لمن حاربتم ، سلم لمن سالمتم» (٢).
فليت شعري ما تقول الحشوية والأموية إذا كان معاوية حربا لعلي عليهالسلام ولأسباطه؟ فكان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حربه بمقتضى هذا الخبر ، كيف ينجو من حاربه الرسول؟ وكيف يعتقد إمامته أحد من أهل العقول؟ وبذلك ثبت المطلب الأول وهو في ذكر مثالب معاوية.
أما المطلب الثاني : وهو في ذكر يزيد بن معاوية [....]
أما يزيد فلا شبهة في خروجه من الدين وانتظامه في سلك الكفرة المتمردين وهو الذي سفك دماء الذرية جهرا ، وسبى نساءهم قهرا. ولا شبهة عند العارفين أن المحن في الأولاد والأهل بمنزلة المحن في النفس ، وتجري مجراه ، وأنّ ذلك من جملة البلاء ، العظيم على الآباء. وتصديق ذلك قول الله تعالى :
__________________
(١) محمد بن سليمان الكوفي ٢ / ٥٢٣. والخطيب في تاريخه ٧ / ٤٢١ .. وابن عساكر ٢ / ٤٤٤ ، عن حذيفة بن اليمان. وص ٤٤٦ عن جابر.
(٢) الترمذي ٥ / ٦٥٦ رقم ٣٨٧٠ عن زيد بن أرقم. قال المقبلي في الأبحاث المسددة ص ٢٤٢ : وحديث : «أنا حرب لمن حاربتم ، وسلم لم سالمتم». قاله لعلي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم. أخرجه أحمد والطبراني ٣ / ٤٠ رقم ٢٦١٩ ، ٢٦٢١ والحاكم. وفي معناه عدة أحاديث. بعضها يعمهم ، وبعضها يخص الحسن والحسين حين خاطبهما وفي بعضها ما يعم أهل البيت في الجملة ، فمجموعها يفيد التواتر المعنوي ، وشواهدها لا تحصى مثل أحاديث قتل الحسين ، وأحاديث ما تلقاه فراخ آل محمد وذريته ، بألفاظ وسياقات يحتمل مجموعها مجلدا ضخما فمن كان قلبه قابلا فهو من أوضح الواضحات في كل كتاب ، ومن ينبو قلبه عنها فلا معنى لمعاناته بالتطويل. انتهى كلام العلامة المقبلي.