والمارقين» (١). وعنه عليهالسلام أنه قال : دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فوضع رأسه في حجر دحية الكلبي (٢) ، فسلمت عليه ، فقال لي دحية : وعليكم السّلام يا أمير المؤمنين ، وفارس المسلمين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل النّاكثين ، والمارقين ، والقاسطين ، وإمام المتقين ، ثم قال لي : تعال خذ رأس نبيّك في حجرك فأنت أحق بذلك ، فلمّا دنوت من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ووضع رأسه على حجري لم أر دحية ، وفتح الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم عينه (٣) ، فقال لي : «لم يكن دحية ، وإنما كان جبريل أتاك ليعرّفك أن الله سمّاك بهذه الأسماء» (٤). وفي الحديث أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر أصحابه أن يسلموا على عليّ بأمير المؤمنين ، فقال عمر بن الخطاب : هذا رأي رأيته ، أم وحيا (٥) نزل؟ فقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : بل وحي نزل. فقال عمر بن الخطاب : سمعا لله وطاعة. وروينا أيضا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «أخي ، ووصيي ، ووارثي ، وخليفتي في أهلي ، ومنجز وعدي ، وقاضي ديني ، عليّ بن أبي طالب». ووضع يده على صدره فقال : «أنا المنذر ولكلّ قوم هاد» ، وأومأ بيده إلى علي ، فقال : «أنت الهادي ، بك يهتدي المهتدون من بعدي». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليّ سيد البشر» ، قالت عائشة : أنت يا رسول الله سيد البشر! قال : «أنا سيّد الرّسل ، وعليّ سيد البشر». وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عليّ خير البشر فمن أبى
__________________
(١) على فصوله شواهد وقد سبق تخريجها.
(٢) كان جبريل ينزل في صورة دحية بطلب من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأن صورته كانت بهية.
(٣) في الأصل : ظنّن عليها. وفي (ب) ، (ج) : ساقطة ولا يصح المعنى إلا بها.
(٤) الحدائق الوردية ١ / ٢٤.
(٥) في (ب) وهامش (أ) : وحي ؛ وكأن المعنى أم هو وحي.