الشبهة الثالثة :
قولهم : إنّه صهر رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وخال جميع المؤمنين ، وكلّ ذلك دليل على الفضل. جوابها : أن صفية ابنة حيي بن أخطب رحمة الله عليها كانت تحت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وضرب عليها الحجاب ، كما كانت أم حبيبة ابنة أبي سفيان تحته ، وكان أخو صفية يهوديّا ، وهو مع ذلك صهر الرسول ، وخال المؤمنين ، فلم تعصمه الصهارة والخؤولة عن النار ، وعن الحكم عليه بالإكفار ، وأوصت له أخته صفية رحمة الله عليها بثلاثين ألفا مع استمراره على اليهودية ، فأجاز وصيتها المسلمون وصار ذلك أصلا في جواز الوصية للكفار المعاهدين ، فكذلك صهارة معاوية وخئولته لن يعصماه من النار ، وعن وخيم القرار.
وبعد فإنّ حال معاوية في القرابة بالصهارة وبكونه خالا للمؤمنين لا يزيد على حال أبي لهب وهو عم الرسول بلا خلاف ، وكان من أهل النار قطعا ؛ ولأنّ ولادة النّبوّة أبلغ في باب الحرمة من خئولة الإيمان ، فلم تعصم ولد نوح عليهالسلام ولادته لمّا عصى الله عزوجل ، فإذا كان كذلك في أولاد الأنبياء (ع) فبطريقة الأولى أنّ معاوية بذلك أولى. أين معاوية من أمير المؤمنين؟ الذي قال فيه الصادق (١) الأمين صلىاللهعليهوآلهوسلم الأكرمين : «يا عليّ بحبّك يعرف المؤمنون ، وببغضك يعرف المنافقون. من أحبّك من أمّتي فقد برئ من النّفاق ، ومن أبغضك لقي الله عزوجل منافقا» (٢). وقال فيه أيضا : «أنت أمير المؤمنين ، وخير الوصيين ، وأولى الناس بالنبيين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وقاتل النّاكثين والقاسطين
__________________
(١) في (ب) : بزيادة المصدّق. وكتب فوقها حشو زائد.
(٢) مجموع الإمام زيد ص ٤٠٥.