ومنها : قوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) [مريم : ٩٦] ؛ فإنها نزلت في علي عليهالسلام ، فما مؤمن ولا مؤمنة إلّا وفي قلبه محبة لعلي (١) عليهالسلام (٢). وأضاف الله المحبة إلى نفسه تعالى من حيث أمر بها ، ولطف فيها. وقيل : من حيث وهب لعليّ من الخصال ما يحبّ لأجلها.
وعن زيد بن علي عليهالسلام عن علي عليهالسلام أنه قال : لقيني رجل فقال : يا أبا الحسن أما والله إني لأحبّك في الله ، فرجعت إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فأخبرته بقول الرجل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : يا عليّ اصطنعت إليه معروفا؟ قال لا. فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحمد لله الذي جعل قلوب المؤمنين تتوق إليك بالمودة» ، قال : فنزلت الآية (٣). وعن عمّار عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعلي : «طوبى لمن أحبّك وصدّق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذّب فيك» (٤). وعن أنس عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعلي : «من زعم أنّه يحبّني ويبغضك فقد كذب» (٥). والأخبار كثير في هذا. وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال لعلي عليهالسلام : «لا يحبّك إلا مؤمن ،
__________________
(١) في (ب) : لعلي بن أبي طالب.
(٢) أنظر شواهد التنزيل ١ / ٣٥٩ رقم ٤٨٩ ، ص ٢٦٧ رقم ٥٠٩. وابن المغازلي ص ٢٠١ رقم ٣٧٤ ـ ٢٠٢ رقم ٣٧٥. والدر المنثور ٢ / ٥١٢ ، والكشاف ٣ / ٤٧. والطبراني في الأوسط ٥ / ٣٤٨ رقم ٥٥١٦. والثعلبي في تفسيره كما ذكره بن البطريق في العمدة ص ٣٥١. والمناقب للكوفي ١ / ١٩٤.
(٣) أمالي أبي طالب ص ٦٨ ، كفاية الطالب عن زيد بن علي عن آبائه (ع) ص ٢٤٨.
(٤) المرشد بالله في أماليه ١ / ١٤٢. والحاكم في مستدركه ٣ / ١٣٥. وابن كثير في البداية والنهاية ٧ / ٣٩١. والخطيب في تاريخه ٩ / ٧٢.
(٥) الاعتصام ١ / ٦٢. والبداية والنهاية لابن كثير ٧ / ٣٩١.