الأرض فقال لي : عالجه وكان يقول : إيه إيه جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه ، فقال لي : اقذفه فقذفته وتكسر ، ونزلت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم نسعى ، وخشينا أن يرانا أحد من قريش ، أو غيرهم (١).
ومنها : مبيته على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم تسليما لنفسه. كما فعله إسماعيل عليهالسلام في تسليمه لنفسه إلى أبيه إبراهيم الخليل عليهالسلام ليذبحه ، وروينا عن عبد الله بن العباس وغيره قالوا : شرى على نفسه فلبس ثوب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، ثم نام على مكانه قال ابن عباس : وكان المشركون يرمون رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فجاء أبو بكر ـ وعليّ نائم ـ وأبو بكر يحسب أنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : يا رسول الله ، فقال له علي : إنّ نبيّ الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه ، قال فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، وجعل عليّ يرمى بالحجارة كما يرمى رسول الله وهو يتضوّر (٢) ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه ، فلما أصبحوا قام علي عن فراشه فعرف المشركون أنه ليس بالنبي فنزل قول الله تعالى : (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ) الآية [الأنفال : ٣٠].
وفي تلك الليلة قال أمير المؤمنين علي عليهالسلام :
وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى |
|
ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر |
__________________
(١) المستدرك ٢ / ٣٦٦. ومسند أحمد ١ / ١٨٣ رقم ٦٤٤. والخطيب في تاريخه ١٣ / ٣٠٢. والكشاف ٢ / ٦٨٨ في تفسير : (جاءَ الْحَقُّ ..). والمحب الطبري في الذخائر ص ٨٥. وابن أبي شيبة ج ٧ ص ٤٠٣. والمواهب اللدنية ١ / ٣٢١ في فتح مكة. وقال الأمير الصنعاني في الروضة الندية ص ٢٤ : فعلى هذا يكون صعد مرتين قبل الهجرة وبعدها. والمناقب للكوفي ٢ / ٦٠٦. ومجمع الزوائد ٦ / ٢٣ ورجاله ثقات ، وقال في الرواية الأخرى : ورجاله رجال الصحيح.
(٢) التلوّي من الضّرب. القاموس ص ٥٥١.