وأكلتها (١) فإذا عند أصل الشجرة عين يقال لها : سلسبيل. أبيض من اللبن ، وأضوأ من الشمس ، فسقاني جبريل من ذلك الماء ، فشربت فلما نزلت إلى (٢) الارض اشتهيت خديجة فواقعتها فحملت بفاطمة فهي حوراء إنسية ليس يخرج منها ما يخرج من النساء عند الحيض ، وإذا اشتهيت رائحة الجنة قبّلتها ، وشممت منها رائحة الجنّة» (٣).
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «فاطمة بضعة مني ، من آذاها فقد آذاني» (٤).
__________________
(١) في (ب) : فأكلتها. وفي المراجع وفي الأصل : وأكلتها.
(٢) في (ب) بحذف إلى.
(٣) الطبراني ٢٢ / ٤٠٠ رقم ١٠٠٠. والمحب في الذخائر ص ٣٦. والمناقب ٢ / ٢٠٦. وهذا الحديث وغيره الذي جاء فيه أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يمص لسانها يحمل على حال صغرها. أما في حال الكبر فلا يصح ، والحديث برمته مشكل ؛ لأن الإسراء والمعراج كان قبل الهجرة بسنة واحدة ، وفاطمة عليهاالسلام ولدت قبل النبوة بخمس سنوات أي إن عمرها الشريف عند الإسراء حول الخمس عشرة سنة. وخديجة الكبرى رضي الله عنها لم تدرك حادثة الإسراء والمعراج ؛ لأنها توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات. والنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ذهب إلى الطائف بعد موتها وموت أبي طالب ، وأسري به بعد رجوعه من الطائف بفترة. كما أن الإسراء ليس إلى الجنة ، وإنما إلى بيت المقدس. ثم المعراج إلى السموات العلى. كما أن الحديث وارد على غير موضوع فالجنة لم تخلق على مذهب الإمام الهادي عليهالسلام. ينظر حول حادث الإسراء : تاريخ الإسلام سيرة الرسول للذهبي ص ٢٤١. وتاريخ ابن الأثير ٢ / ٣٣. وابن كثير ٢ / ٦٩٣. وحول مولد فاطمة : طبقات ابن سعد ٨ / ١٩. والاستيعاب ٤ / ٤٤٨ ذكر أن مولدها بعد مولد النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بإحدى وأربعين سنة. وحول وفاة خديجة : أسد الغابة ٧ / ٨٦. وتاريخ الطبري ٢ / ٣٤٣. وابن الأثير ٢ / ٦٣. وتاريخ الإسلام للذهبي ص ٢٣٦. وطبقات ابن سعد ٨ / ١٨. وسيرة ابن هشام ٢ / ٢٩. وابن كثير ٢ / ١٣٢. وسيرة المصطفى للحسني ص ١٩٩.
(٤) أخرجه البخاري ٥ / ٢٠٠٤ برقم ٤٩٣٢ ، بلفظ : يؤذيني ما أذاها. والترمذي ٥ / ٦٥٦ برقم ٣٨٦٩. وقال : حديث حسن صحيح. والطبراني في الكبير ٢٢ / ٤٠٤ رقم ١٠١٠ ، ١٠١١.