وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «فاطمة بضعة مني ، يريبني ما أرابها» (١). دل ذلك على فضلها ، وعلو شرفها ونبلها. ومن قال : بأن أبا بكر أفضل منها فقد جهل ؛ لأنها إذا كانت من لحم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم نصا جليا بقوله : «فاطمة بضعة منّي» ، فلا أحد أفضل من رسول الله ولا جسد أكرم من جسده.
وهذا الخبر مما رواه المخالف والمؤالف ، ولم ينكره لبيب عارف. وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «فاطمة حصّنت فرجها من النار (٢) ، فحرّم الله ذرّيّتها من النار» (٣) ، يعني من ولدته بنفسها. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم على المنبر : «إنّ بني هشام بن المغيرة استأذنوا أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ، ثمّ لا آذن لهم ، ثم لا آذن لهم ، إلّا أن يحب علي بن أبي طالب أن يطلّق ابنتي وينكح ابنتهم ، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ، ويؤذيني ما آذاها» (٤). وقال لها صلىاللهعليهوآلهوسلم :
__________________
(١) أخرجه البخاري ٤ / ٢٠٠٤ رقم ٤٩٣٢ ،. والترمذي ٥ / ٦٥٥ رقم ٣٨٦٧. وفي أسد الغابة ج ٢ ص ٢١٩ ، عن علي عليهالسلام أن النبي قال لفاطمة : «إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».
(٢) لا معنى لذكر النار هنا ، فزيادة «من النار» مخلة ؛ فإنها حصنت جميع جسدها من النار ، ولعله غلط من الكاتب.
(٣) الخطيب في تاريخه ٣ / ٥٤ عن علي بن موسى الرضا بلفظ : «إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار» وقال خاص للحسن والحسين. والحاكم ٣ / ١٥٢. وقال صحيح ، ولم يخرجاه. والمحب الطبري في ذخائره ص ٢٦. وقال : أخرجه الحافظ الدمشقي. وأبو نعيم في الحلية ٤ / ٢٠٩. وكفاية الطالب ٣٦٧.
(٤) البخاري ٥ / ٢٠٠٤. ومسلم ٤ / ١٩٠٢ رقم ٢٤٤٩. أقول : إن عليّا من الطراز النادر في الوفاء ، وإن فاطمة من عيون نساء الدنيا جمالا وكمالا ، ولا يتمنى عليّ زوجا أكرم منها ، ولذلك فأنا أستبعد هذا منه كما أستبعد لو افترضنا رغبة علي في الزواج بامرأة أخرى ـ أن ير النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بمثل هذه القسوة ؛ لأن دينه يبيح لعلي أن ينكح أربعا ؛ لقوله سبحانه : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) ، ومثل علي فعلى