ويعرّف به ، ويعتقد وجوب مودتهم ، وتحريم عداوتهم. وهو القائل :
إن شئت تمدح قوما |
|
لله لا لتعلّه |
فاقصد بمدحك قوما |
|
هم الهداة الأدلّة |
أخبارهم عن أبيهم |
|
عن جبرئيل عن الله |
وهو القائل أيضا شعرا :
يا راكبا قف بالمحصّب من منّي |
|
واهتف بواقف خيفها والنّاهض |
سحرا إذا فاض الحجيج إلى منّى |
|
سيلا كملتطم الفرات الفائض |
قف ثم ناد بأنّني لمحمّد |
|
ووصيّه وابنيه لست بباغض |
إن كان رفضا حبّ آل محمّد |
|
فليشهد الثّقلان أنّي رافضي (١) |
وهذا مما يدل على حسن اعتقاده ، وأنه مباين لطرائق كثير ممن ينتسب إليه في هذا الزمان ؛ لأنّ عندهم ، أو عند أكثرهم من البغضة (٢) لأهل بيت النبوة (ع) ما لا يخفى على من عرفهم واختبر أحوالهم ، بل قد تعدى الأمر حتى صاروا يبغضون كلّ من انتسب إليهم ، وعرف بأنه شيعي من شيعتهم ، وصار هذا الاسم معدودا عندهم من جملة الشتم ، والذّكر القبيح ؛ فيدخلون ببغضهم تحت ما ورد به الخبر عن سيد البشر صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما رويناه عن جابر بن عبد الله الأنصاري أنه قال : خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا». قلت : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟ قال : «وإن صام وصلى وزعم أنّه مسلم» (٣). إنما احتجز بذلك من سفك دمه ، وأن
__________________
(١) أنظر ديوانه ص ٥٥. ومناقب الشافعي ٢ / ٧١.
(٢) في (ب) ، (ج) : البغاضة.
(٣) أخرجه الإمام الناصر في البساط ص ٩٨. وسبق تخريجه.