الخروج مع إبراهيم والقيام معه. قال : سألوني عن إبراهيم صلوات الله عليه وعن القيام معه والله لهي بدر الصغرى (١). وقال شعبة ـ لمّا جاء العلم بقتل إبراهيم ـ : لقد بكى أهل السماء على قتل إبراهيم ، إن كان من الدّين لبمكان.
مالك بن أنس رحمة الله عليه وعقيدته
جرى على هذا الحال ، ونسج على هذا المنوال ، فإنه كان يعتقد مثل ما تقدّم ، وكان يدين به. ولمّا قام محمد بن عبد الله النفس الزكية عليهالسلام حثّ على نصرته ، وقضى بوجوبها ، وأتاه قوم ممن قد بايع أبا جعفر الملقب بالمنصور وهو أبو الدوانيق ، فسألوه عن بيعتهم له ـ يرومون الاعتذار بالبيعة عن القيام مع محمد عليهالسلام ، فقالوا له : إنّ في رقابنا لأبي جعفر يمينا ، وقد قام محمد بن عبد الله فما ترى؟ قال : انفروا إليه ، وليس على مكره يمين (٢).
وهكذا محمد بن إدريس الشافعي المطّلبي رحمهالله وعقيدته
كان من أوليائنا وهو داعية الإمام يحيى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب عليهالسلام (٣). وكان يقول بفضل أهل البيت ، ويعترف به ،
__________________
(١) المقاتل ص ٣٦٥. والفلك الدوار ص ١١٥.
(٢) المقاتل ص ٢٨٣. والطبري ٧ / ٥٦٠. وأما الإمام مالك فقد خلع كتفه أمير الحرمين جعفر بن سليمان عم الخليفة المنصور العباسي بعد أن ضربه بالسياط كما بينه صاحب مرآة الجنان ؛ لأنه كان يروم قلب الخلافة العباسية عند ما أفتى بعدم صحة بيعة المنصور لأنها كانت عن إكراه ، وبايع محمد بن عبد الله بن الحسن بالخلافة وكان من أعوانه. ينظر سر انحلال الأمة العربية ووهن المسلمين لمحمد سعيد العرفي ص ١٢١.
(٣) الحدائق الوردية ١ / ١٨٢. والتحف شرح الزلف ص ١٣٠.