عن إساءته» (١). ونحو ما رويناه عن الحاكم رحمهالله يرفعه بإسناده إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «أوحى الله إلى نبيّ من أنبيائه إنّي معذّب من أمّتك مائة ألف : أربعين ألفا من شرارهم ، وستين ألفا من خيارهم. قال يا رب : هؤلاء الأشرار ، فما بال الأخيار؟ قال : داهنوا أهل المعاصي ، ولم يغضبوا لغضبي» (٢). ونحو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليسلّطنّ الله شراركم على خياركم فيقتلونكم فلا يبقى أحد يأمر بمعروف ، ولا ينهى عن منكر ، ثم لتدعنّ الله فيمقتكم» (٣). وفي الحديث : «المستمع أحد المغتابين» (٤). وإنما كان كذلك لتركه لإنكار الغيبة على قائلها.
وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «ما من قوم يعمل فيهم بالمعاصي ، هم أعزّ وأكثر ممن يعمله ولا يغيّرونه إلا عمّهم الله بعقابه» (٥). وعنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «سيكون أمراء يملكون رقابكم ، يحدّثونكم فيكذبونكم ، ويعملون فيسيئون ، ولا يرضون عنكم حتى تحسّنوا قبيحهم ، وتصدّقوا كذبهم. فأعطوهم الحقّ ما رضوا به ، فإذا تجاوزوه إليكم فقاتلوهم ، فمن قتل على ذلك فهو شهيد».
__________________
(١) المجموع ص ٤٢٠.
(٢) أمالي أبي طالب ٢١٤. والمرشد بالله ١ / ٣٥ ، أوحى الله إلى يوشع بن نون (ع) أني مهلك من قومك مائة ألفا وأربعين ألفا من شرارهم فما بال خيارهم؟ قال : إنهم يؤاكلونهم ويشاربونهم لا يغضبون لغضبي ، ولا يرضون لرضاي.
(٣) أخرجه المرشد بالله في أماليه ١ / ٣٥. وأبو طالب في أماليه ص ٢٩٣. والطبراني في الأوسط ٢ / ٩٩ رقم ٣١٧٩ بلفظ : أو ليسلطن الله عليكم .. إلخ. ودرر الأحاديث ص ١١٠ باختلاف يسير.
(٤) الزبيدي في اتحاف السادة المتقين ٧ / ٥٤٣. وتهذيب ابن عساكر ٣ / ١٤٣ كما في أطراف الحديث ٨ / ٦٧٢.
(٥) أخرجه أبو طالب ص ٢٩٧. وأحمد بن حنبل برقم ١٩٢٥٠. ١٩٢١٣. ١٩٢٣٦ عن جرير بن عبد الله. وأبو داود ٤ / ٥١١ برقم ٤٣٣٩.