من الدين. والكلام في وصف الجنّة ونعيم أهلها فيها ، مذكور بكماله في آيات كثيرة من القرآن لم نتمكن من إيراد كلّها لما قصدناه من الاختصار ، فمن رام استقصاء ذلك ، فليتأمل كتاب الله سبحانه. فأما الآثار في هذا المعنى فكثيرة (١) أعرضنا عنها للاختصار.
أما النار فهي أيضا معلومة من دين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة ، وكذلك المعلوم ضرورة دخول من مات كافرا مصرا على كفره في نار جهنم وخلوده فيها ، وأنه لا يخرج منها أبدا. هذا كله معلوم ضرورة لا خلاف فيه. وإنما الخلاف في فسّاق أهل الصلاة ، هل يدخلون النار أو لا؟ ، وهل يخرجون منها بعد دخولهم فيها أو لا؟ ونحن نعتقد أنهم إذا ماتوا مصرّين على الكبائر دخلوا النار ، وأنهم لا يخرجون منها أبدا ، بل يخلّدون فيها كخلود الكفار سواء سواء. هذه هي عقيدتنا أهل البيت.
وهذا القول هو قول من عدا المرجئة. وذهبت المرجئة من اليهود (٢). وسائر فرق الإسلام إلى خلاف ذلك : فمنهم من جوّز أن يخرجوا من النار ، ومنهم من قطع على الدخول والخروج (٣). والذي يدل على صحة ما ذهبنا إليه وبطلان ما ذهبوا إليه وجوه : منها أن العترة (ع) أجمعوا على دخول الفسّاق من أهل الصلاة النار ، وعلى خلودهم فيها أبدا. وإجماعهم حجة كما تقدم. ومنها
__________________
(١) في (ب) : فهي كثيرة.
(٢) يشير إلى قوله تعالى حكاية عنهم : (وَقالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّاماً مَعْدُودَةً).
(٣) رووا أحاديث غريبة تشبه السرد القصصي وتصوير الله سبحانه بصورة المخلوق يتجلى ويتغير ويكشف عن ساق ويضع قدمه في النار فتقول : قط قط قط ، وهذا لا يليق بالله أبدا. وإذا صحح المحدثون سند الحديث فليس باستطاعتهم تصحيح الغرابة والشذوذ في المتن. ينظر الأحاديث رقم «٧٠٠٠» وما بعده من صحيح البخاري.