الآيات العامة لهم وللكفار نحو قوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نارَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) [الجن : ٢٣] ، والفاسق عاص بالإجماع ، لا يطلق عليه اسم الإيمان لكونه اسم مدح. ولا خلاف أن الفاسق يستحق الذّمّ والتحقير وأنه لا يستحق الإجلال والتعظيم.
ومما يدل على أنه لا يطلق عليه اسم الإيمان قوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) [المؤمنون : ١] إلى آخر الآيات التي أتى فيها على وصف المؤمنين. والفاسق لم تكمل فيه هذه الصفات. وكذلك قوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) [الأنفال : ٢] الآية. والفاسق ليس كذلك. وقوله تعالى : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا) [الحجرات : ١٤]. لمّا لم يعملوا بالإيمان. وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الإيمان قول باللسان ، وعمل بالأركان ، ومعرفة بالقلب» (١). وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يزني الزّاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السّارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن. الإيمان أكرم على الله من ذلك» (٢).
وإذا ليس بمؤمن دخل (٣) مع الكفار في وعيدهم ، وإنما خالف حكمه في الدنيا حكمهم في الدنيا (٤) ؛ لكون ذلك من باب التكاليف ، ونحو قوله
__________________
(١) أخرجه المرشد بالله في أماليه الخميسية ١ / ١٠ ، ٢٤. وابن ماجه ١ / ٢٦ رقم ٥٦ ، والخطيب في تاريخه ١ / ٢٢٥ ، عن علي عليهالسلام ، وكنز العمال ١ / ٢٣.
(٢) أخرجه الكثير من المحدثين منهم البخاري ٢ / ٨٧٥ برقم ٢٣٤٢ ، ومسلم ١ / ٧٦ رقم ٥٧. وأبو داود ٥ / ٦٥ برقم ٤٦٨٩. والترمذي ٥ / ١٦ برقم ٢٦٢٥.
(٣) في (ب) : وإذ ليس بمؤمن من دخل.
(٤) «في الدنيا» محذوفة في (ب).