سبحانه : (وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ* يَصْلَوْنَها يَوْمَ الدِّينِ* وَما هُمْ عَنْها بِغائِبِينَ) [الانفطار : ١٤ ـ ١٦]. والاحتجاج فيه على نحو ما تقدم. وقوله تعالى : (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) [النساء : ١٤] والاحتجاج به كما تقدم. ومنها الأدلة (١) الخاصة لفساق أهل الصلاة ، وذلك في الكتاب وفي السنة.
أما الكتاب فقوله سبحانه : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها) [النساء : ٩٣] ، وهذا نصّ على خلود القاتل في النار ، وهو غرضنا وقوله تعالى : (وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً* يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً) [الفرقان : ٦٨ ـ ٦٩]. فدلّ ذلك على خلود العصاة من أهل الصلاة ، وذلك يقضي بصحة مذهبنا ، ونحو ذلك من الآيات إذا تأمله المتأمل.
وأما السنة فكثير : نحو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال حبّة من كبر» (٢) ، وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يدخل الجنّة خمسة : مؤمن بسحر ، ومدمن خمر ، وقاطع رحم ، ولا كاهن ، ولا منّان» (٣) ونحو ذلك في الأخبار كثير (٤) وإذا لم (٥) يدخلوا الجنة دخلوا النار ؛ لأنه لا دار إلا الجنة أو النار (٦).
__________________
(١) في (ب) : الدلالة.
(٢) أخرجه مسلم ١. ٩٣ رقم ٩١. والحاكم ١ / ٢٦. وابن ماجة ١ / ٢٣ رقم ٥٩. وأبو داود ٤ / ٣٥٠ برقم ٤٠٩١. والترمذي ٤ / ٣١٧ رقم ١٩٩٩.
(٣) مجمع الزوائد ٥ / ٧٤. ومسند أحمد رقم ١١١٠٧ ، ١١٧٨١.
(٤) مثل قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه» ، مسلم ١ / ٦٨ ، «ولا يدخل الجنة نمام» مسلم ١ / ١٠١ ، ولا مجال للحصر.
(٥) في (ب) : وإذ لم.
(٦) في (ب) : والنار.