والعالم ترجمان الدين أبي محمد نجم آل رسول الله القاسم بن إبراهيم الغمر ، والهادي إلى الحق أبي الحسين يحيى بن الحسين ، والناصر للحق أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله عليهم ، وأنكروا ذلك على من جعله مأخوذا من رؤيا (١) الأنصاري (٢). وقد ذكرنا فيما تقدم طرفا من فضائل هؤلاء الأئمة (ع) ، فيكون ما ذكرناه من فضائلهم مرجّحا لروايتهم على رواية غيرهم ، فلا يعدل عن روايتهم من طلب الاحتياط لنفسه ، والأخذ بالقوي من الأسانيد.
وإذا ثبت ذلك قلنا : إن الأذان الذي ذكره هؤلاء الأئمة المذكورون ورووه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو قول المؤذن : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أنّ محمّدا رسول الله ، أشهد أن محمدا رسول الله ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، حيّ على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله (٣).
والإقامة مثل ذلك ، إلا أنك تقول بعد قولك : حي على خير العمل ، حي على خير العمل ، قد قامت الصلاة ، قد قامت الصلاة ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلا الله. فهذا هو لفظ الأذان ولفظ الإقامة. والنطق بذلك واجب ؛ لأنه
__________________
(١) في (ب) : من رؤيا بعض الأنصار.
(٢) أنظر الأحكام ١ / ٨٤. والاعتصام ١ / ٢٧٧. وشرح التجريد. وقد أخرج الطبراني في الأوسط ٩ / ١٠٠ رقم ٩٢٤٧. لمّا أسري به إلى السماء أوحى الله إليه بالأذان فنزل به ، فعلمه جبريل. والأذان بحي على خير العمل ص ٥٧ ، وعلي بن موسى الرضى في صحيفته ص ٤٤٨ ، وقد احتج للقول بأن الأذن شرع ليلة الإسراء غير واحد ووسع في ذلك الشهيد محمد بن صالح السماوي في الغطمطم الزخار ٤ / ٤٣٥ وما بعدها.
(٣) الأحكام ١ / ٨٤. وكتاب الأذان بحي على خير العمل. وشرح التجريد (خ) ، والتحرير ١ / ٨٤. وأصول الأحكام (خ).