الصلاة عليّ إلا مع آلي» (١). ولما روي عن ابن مسعود ، قال : قلت يا رسول الله! كيف الصلاة عليك في الصلاة؟ فقال : صلىاللهعليهوآلهوسلم : «قولوا : اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، إلى قوله (٢) : وبارك على محمد وعلى آل محمد» (٣). والاستدلال به من وجهين : أحدهما : أنّه بيّن أن الصلاة على آله من جملة الصلاة عليه ، والصلاة عليه واجبة فكذلك الصلاة على آله. والوجه الثاني : أنه أمر بالصلاة عليه وعلى آله ، والأمر يقتضي الوجوب.
[وجوب التسليم بالألف واللام وكيفيته والنية فيه والتشديد عليها]
فإذا فرغت أيها المسترشد من ذلك سلّمت عن يمينك ، فقلت : السّلام عليكم ورحمة الله ، ثم كذلك تقول عن يسارك ، وتقصد بالسّلام الحافظين ـ إن كنت منفردا ، وإن كنت في جماعة قصدت به الحفظة ومن معك من المسلمين المؤمنين. هذا كله واجب عندنا. وذكر السيد أبو طالب وجوب التسليم بالألف واللام ، وأنه إذا سلّم بغير ألف ولام بطلت صلاته. وذكر المنصور بالله عليهالسلام أن الجهر بالتّسليم واجب على الإمام ؛ لأنّ السّلام على الملائكة وعلى المؤمنين لا يتم إلا بإسماعهم. والجهر به سنة على المنفرد وكذلك المؤتم.
واعلم أيها المسترشد أن من الهيئات في التسليم أن تنحرف عند التّسليم
__________________
(١) الشافي ٤ / ٩١ ، والدار قطني ١ / ٣٥٥ ، بلفظ : من صلّى صلاة لم يصل فيها عليّ ولا على أهل بيتي لم تقبل منه. وفيه أيضا ١ / ٣٥٦ : عن أبي مسعود الأنصاري لو صليت صلاة لا أصلي فيها على آل محمد ، ما رأيت أن صلاتي تتم.
(٢) في (ب) بحذف إلى قوله.
(٣) أخرجه البخاري ٣ / ١٢٣٣ رقم ٣١٩٠ عن كعب بن عجزة. و ٤ / ١٨٠٢ رقم ٤٥١٩ عنه أيضا. وبرقم ٤٥٢٠ عن أبي سعيد الخدري ، وأيضا برقم ٥٩٩٦ ، ٥٩٩٧ عنهما. وأحمد بن حنبل ٨ / ٣١٧ رقم ٢٢٤١٥ عن أبي مسعود الأنصاري ، وغيرهم كثير. ونكتفي بذلك.