ومجسمة اليهود التي تصور الله سبحانه بأنه جسم ذو أعضاء! ومن الغريب أن ينبري شيخ من كبار المحدثين لتصنيف كتاب في توحيد الله سبحانه ، أو بالأحرى في تشريح الله سبحانه! ولم يتورع أن يكثر من العناوين المسيئة لله عزوجل : باب إثبات الوجه لله والعين واليد والرجل ولم يبق سوى اللحية والعورة! كما قيل عن بعضهم : سلوني عما شئتم يقصد من أعضاء الله سبحانه ما عدا اللحية والعورة!
إنها للأسف سوءة فكرية وعورة اعتقادية أظهرتها سذاجة التفكير وشؤم الجمود والتقليد ، أما إذا حكى لنا القرآن أن آدم لمّا أخطأ ؛ قال : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) ولما أخطأ إبليس ؛ قال : (رَبِّ بِما أَغْوَيْتَنِي) ويأتي من أمة محمد من يزعم أن الله هو الذي خلق المعاصي في عباده ، فهذا شيء عجب ، والأعجب من ذاك أن يعذبهم عليها! والأعجب من ذلك أن تروى أحاديث لدعم هذا الهراء في كتب شتى ، حتى أن البخاري صنف كتابا في خلق الأفعال! ثم يطلب من الأمة أن تصدق أن مذهب إبليس أصبح مذهبا للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ؛ لأن خلق الأفعال يعني خلق الغواية فيكون إبليس صادقا في دعواه! حقّا لقد أعجز هؤلاء حب التسليم وأصابهم الجبر بالشلل وقعد بهم التوكل.
هذه القضايا الخطيرة وأمثالها ناقشها علماء الزيدية وقدموا حلولا لاشكالاتها ، وأحراهم إن وصلت كتبهم إلى العامة وسلمت من حملات التشويه أن يحملوهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم ، ورحم الله امرأ تجرد للحق وعمل بقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها» ، والرجوع إلى الحق فضيلة.
تنويه : هناك تعقيبات لاحظها العلماء ، ومآخذ يسيرة على الكتاب لا تقلل من قيمته العلمية ، وقد أشار الوالد الفاضل مجد الدين المؤيدي إليها كقصة البساط ، والمنجنيق ، وقتل عامر بن الطفيل ، وأن عليّا عليهالسلام قتل (٦٧) رجلا يوم بدر ... ونبهنا عليها في مواضعها.