بالزمان يبطل مع وجود المعلول لأنهما إذا اجتمعا في زمان واحد فقد عدم تقدم ما فرض علة.
قال : ولتكافئهما.
أقول : هذا دليل رابع وتقريره أن الماء والنار مثلا متكافئان في أنه ليس النار أولى بأن تكون علة للماء من العكس والمتكافئان لا يصح أن يكون أحدهما علة للآخر.
قال : ولبقاء أحدهما مع عدم صاحبه.
أقول : هذا دليل خامس وتقريره أن ما يفرض علة من شخصيات النار فقد يعدم وما يفرض معلولا يكون باقيا بعده ويستحيل بقاء المعلول بعد علته الذاتية وبالعكس قد يعدم ما يفرض معلولا وما يفرض علة يكون باقيا بعده ويستحيل بقاء العلة منفكة عن المعلول.
المسألة العاشرة
في كيفية صدور الأفعال منا
قال : والفاعل منا يفتقر إلى تصور جزئي ليتخصص الفعل ثم شوق ثم إرادة ثم حركة من العضلات ليقع منا الفعل.
أقول : القوة البشرية إنما تفعل أثرها مع شعور وإدراك على الوجه النافع علما أو ظنا فافتقر الفعل الصادر عنها إلى مباد أربعة تصور لذلك الفعل جزئي فإن التصور الكلي لا يكون سببا لفعل جزئي لأن نسبة كل كلي إلى جزئياته واحدة فإما أن يقع كلها وهو محال أو لا يقع شيء منها وهو المطلوب فلا بد من تصور جزئي يتخصص به الفعل فيصير جزئيا فإذا حصل التصور بالنفع الحاصل من الأثر اشتاقت النفس إلى تحصيله فحصلت الإرادة الجازمة بعد التردد فتحركت العضلات إلى الفعل فوجد.