إليهما ، وغير متصفة بلوازمها أعني الثقل والخفة.
واستدلوا على ذلك بأن الأفلاك لو كانت حارة لكانت في غاية الحرارة والتالي باطل فالمقدم مثله بيان الشرطية أن الفاعل موجود في مادة بسيطة لا عائق لها فيجب حصول كمال الأثر ، وبيان بطلان التالي أن الهواء العالي أبرد من الهواء الملاصق لوجه الأرض.
وكذا لو اقتضت البرودة لبلغت الغاية فيها فكان يستولي الجمود على العناصر فما كان يتكون شيء من الحيوان.
ولقائل أن يقول لا يلزم من اقتضاء الحرارة حصول النهاية لأن الشديد والضعيف مختلفان بالنوع ولا يلزم من اقتضاء الماهية نوعا ما اقتضاؤها النوع الآخر ولهذا كان الهواء مقتضيا للسخونة ولم يقتض البالغ منها. ولا يصح الاعتذار بأن الرطوبة مانعة عن الكمال ، لأن الرطوبة إنما تمنع عن كمال السخونة إذا أخذت بمعنى البلة لا بمعنى الرقة واللطافة ولإمكان أن تكون الطبيعة الفلكية تقتضي ما يمنع عن الكمال ، ولأن الرطوبة إذا منعت عن كمال الحرارة كانت الطبيعة الواحدة تقتضي أمرين متنافيين إذا عرفت هذا فنقول لما انتفت الحرارة والبرودة انتفى لازمهما أعني الثقل والخفة.
قال : شفافة :
أقول : استدلوا على شفافية الأفلاك بوجهين : أحدهما أنها بسائط وهو منقوض بالقمر. والثاني أنها لا تحجب ما وراءها عن الأبصار فإنا نبصر الثوابت وهي في الفلك الثامن وهذا أيضا ظني لا يفيد اليقين لجواز أن يكون لها لون ضعيف غير حاجب كما في البلور.
المسألة الثانية
في البحث عن العناصر البسيطة
قال : وأما العناصر البسيطة فأربعة كرية النار والهواء والماء والأرض واستفيد عددها من مزاوجات الكيفيات الفعلية والانفعالية.