نقضوا كبرى أولئك بالقمر.
الخامس في طبقاتها وهي ثلاث : طبقة هي أرض محضة وهي المركز وما يقاربه ، وطبقة طينية ، وطبقة بعضها منكشف هو البر وبعضها أحاط به البحر.
المسألة الثالثة
في البحث عن المركبات
قال : وأما المركبات فهذه الأربعة أسطقساتها.
أقول : لما فرغ من البحث عن البسائط شرع في البحث عن المركبات وبدأ من ذلك بالبحث عن بسائطها.
واعلم أن المركبات إنما تتركب من هذه العناصر الأربعة لأن العنصر الواحد بسيط لا يقع به التفاعل فلا بد من كثرة ولما دل الاستقراء على انتفاء صلاحية ما عدا الكيفيات الأربع أعني الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة أو ما ينسب إليها للفعل والانفعال وجب أن يكون التفاعل إنما هو في هذه الأربعة وحواملها وكانت الأسطقسات هذه العناصر الأربعة لا غير. وهذه العناصر من حيث هي أجزاء العالم تسمى أركانا ، ومن حيث إنها تتركب منه المركبات من المعادن والنباتات تسمى أسطقسات.
قال : وهي حادثة عند تفاعل بعضها في بعض.
أقول : المركبات عند محققي الأوائل تحدث عند تفاعل هذه العناصر الأربعة بعضها في بعض إلى أن تستقر الكيفية المتوسطة المسماة بالمزاج.
وذهب أصحاب الخليط مثل أنكساغورس وأتباعه إلى نفي ذلك وقال إن هنا أجزاء هي لحم وأجزاء هي عظام وأجزاء هي حنطة وغير ذلك من جميع المركبات وهي مختلطة مبثوثة في العالم غير متناهية فإذا اجتمع أجزاء من طبيعة واحدة ظن أن تلك الطبيعة حدثت وليس كذلك بل تلك الطبيعة كانت موجودة والحادث التركيب لا غير ،