بالذات بل إنما تراد لغيرها فلم حصرتم ذلك الغير في استخراج الأوضاع ولم لا يجوز أن تكون للفلك كمالات غير الأوضاع معدومة كالتعقلات المتجددة ، وأيضا فإنه على قدر خاص فباقي أنواع الكم عنه معدومة ، وكذا كثير من أنواع الكيف فلم أوجبتم الحركة في الوضع للتشبه باستخراج أنواع الأوضاع ولم توجبوا استخراج باقي الأعراض من الكم والكيف بل الأيون عنه معدومة مع استحالة حصولها له عندكم فلم لا يجوز مثله في الأوضاع سلمنا ذلك لكن لم أوجبتم وجود عقل يتشبه به الفلك ولم لا يقال إن خروج الأوضاع كمال مقصود له فيتحرك لطلبه من غير حاجة إلى متشبه به سلمنا لكن لم أحلتم نفع السافل وحديث الاستفادة مع أنه خطابي غير لازم وبالجملة فهذا الوجه ضعيف جدا
إذا عرفت هذا فنرجع إلى تتبع ألفاظ الكتاب فقوله وقولهم يقرأ بالجر عطفا على قوله كقولهم. وقوله استدارة الحركة توجب الإرادة إشارة إلى ما نقلناه عنهم من أن الحركة المستديرة لا تكون إلا إرادية. (وقوله) المستلزمة للتشبه بالكامل إشارة إلى أن الغاية من الحركة ليس كمالا يحصل دفعة ولا يمتنع من الحصول بل هو التشبه الحاصل على التعاقب. وقوله إذ طلب الحاصل فعلا أو قوة يوجب الانقطاع ، إشارة إلى أن ذلك الكمال ليس حاصلا بالفعل وإلا لوقفت الحركة ولا بالقوة التي يمكن حصولها دفعة لذلك أيضا. وقوله وغير الممكن محال ، إشارة إلى أن الكمال إذا كان ممتنع الحصول استحال طلبه. وقوله لتوقفه على دوام ما أوجبنا انقطاعه ، إشارة إلى بيان ضعف هذا الدليل فإنه مبني على دوام الحركة وقد بينا وجوب انقطاعه. (وقوله) وعلى حصر أقسام الطلب ، إشارة إلى اعتراض ثان وهو أن نمنع حصر أقسام الطلب في أنه إما أن يكون كمالا حاصلا أو ممتنع الحصول أو يحصل على التعاقب. وقوله مع المنازعة في امتناع طلب المحال ، إشارة إلى اعتراض آخر وهو أنا نمنع استحالة طلب المحال لجواز الجهل على الطالب.
قال : وقولهم لا علية بين المتضايفين وإلا لأمكن الممتنع أو علل الأقوى بالأضعف لمنع الامتناع الذاتي.
أقول : هذا هو الوجه الثالث من الوجوه التي استدلوا بها على إثبات العقول وتقريره أن