قال : بل هو عرض قائم بالمحل معد لحصول مثله في المقابل.
أقول : لما أبطل كونه جسما ثبت كونه عرضا قائما بالمحل إذ العرض لا يقوم بنفسه وإذا قام بالمحل حصل منه استعداد للجسم المقابل لمحله لتكيفه بمثل كيفيته كما في الأجسام النيرة الحاصل منها النور في المقابل وقد نبه بذلك على أن المضيء إنما يضيء ما يقابله.
قال : وهو ذاتي وعرضي ، أول وثان.
أقول : الضوء منه ذاتي ومنه عرضي وأيضا منه ما هو أول ومنه ما هو ثان فالذاتي يسمى ضوء بقول مطلق وأما العرضي وهو الحاصل من المضيء لذاته في غيره فإنه يسمى نورا والأول من الضوء ما حصل عن المضيء لذاته والثاني ما حصل عن المقابل له كالأرض قبل طلوع الشمس فإنها مضيئة لمقابلتها الهواء المضيء لمقابلة الشمس.
قال : والظلمة عدم ملكة.
أقول : الظلمة عدم الضوء عما من شأنه أن يكون مضيئا ومثل هذا العدم المقيد بموضوع خاص يسمى عدم ملكة وليست الظلمة كيفية وجودية قائمة بالمظلم كما ذهب إليه من لا تحقيق له لأن المبصر لا يجد فرقا بين حالتيه عند فتح العين في الظلمة وبين تغميضها في عدم الإدراك فلو كانت كيفية وجودية لحصل الفرق. وفي هذا نظر فإنه يدل على انتفاء كونها كيفية وجودية مدركة لا على أنها وجودية مطلقا.
المسألة السابعة
في البحث عن المسموعات
قال : ومنها المسموعات وهي الأصوات الحاصلة من التموج المعلول للقرع والقلع.
أقول : من الكيفيات المحسوسة الأصوات وهي المدركة بالسمع. واعلم أن الصوت