الفصل الثاني
في الماهية ولواحقها
وهي مشتقة عما هو وهو ما به يجاب عن السؤال بما هو وتطلق غالبا على الأمر المتعقل ، والذات والحقيقة عليها مع اعتبار الوجود ، والكل من ثواني المعقولات.
أقول : في هذا الفصل مباحث شريفة جليلة نحن نذكرها في مسائل : المسألة الأولى في الماهية والحقيقة والذات أما الماهية فهي لفظة مأخوذة عن ما هو وهو ما به يجاب عن السؤال بما هو فإنك إذا قلت ما هو الإنسان فقد سألت عن حقيقته وماهيته فإذا قلت حيوان ناطق كان هذا الجواب هو ماهية الإنسان وهذه اللفظة أعني الماهية إنما تطلق في الغالب من الاستعمال على الأمر المعقول وإذا لحظ مع ذلك الوجود قيل له حقيقة وذات والماهية والحقيقة والذات من المعقولات الثانية العارضة للمعقولات الأولى فإن حقيقة الإنسان أعني الحيوان الناطق معروضة لكونها ماهية وذاتا وحقيقة وهذه عوارض لها.
قال : وحقيقة كل شيء واحدة مغايرة لما يعرض لها من الاعتبارات وإلا لم تصدق على ما ينافيها.
أقول : كل شيء له حقيقة هو بها ما هو فالإنسانية من حيث هي إنسانية حقيقة وهي مغايرة لجميع ما يعرض لها من الاعتبارات فإن الإنسانية من حيث هي إنسانية لا يدخل في مفهومها الوجود والعدم ولا الوحدة والكثرة ولا الكلية والجزئية ولا غير ذلك من الاعتبارات اللاحقة بها لأن الوحدة مثلا لو دخلت في مفهوم الإنسانية لم تصدق الإنسانية على ما ينافي الوحدة لكنها تصدق عليه لصدقها على الكثرة وكذلك القول في الكثرة