مسألة : عقل التكليف علم ، وإلا لصح الانفكاك وليس بالمحسوس لحصوله للبهائم ؛ ولا نظريا ، لأنه شرطه فهو بالوجوب والامتناع.
واعترض : لا يقتضي التلازم الاتحاد ، كالعلة والمعلول ، ولو سلم فالنائم والغافل ذاهلان ، فهو غريزة تستلزمها مع السلامة.
ومنها القدرة وهي سلامة الأعضاء خلافا للمتكلمين.
قالوا : حركتا المختار والمرتعش متميزتان بصفة.
ولقائل أن يقول : هي السلامة.
قيل لأصحابنا : الامتياز إمّا قبل الفعل وخلق اللّه له ولا قدرة ، أو معهما ولا مكنة من الترك ، وللمعتزلة إما عند استواء الدواعي ، ويمتنع عندكم ، وإلا فالراجح ضروري.
مسألة : القدرة مع الفعل خلافا للمعتزلة.
لنا : الفعل معدوم فلا أثر.
قالوا : لو لم يكن الإيمان مقدورا للكافر ، كلف بما لا يطاق قلنا : ويلزمكم الامتناع اجتماعهما عندكم.
لا يقال : مأمور بالإتيان في ثاني زمان ، لأنا نقول : إن كان التأثير نفس الفعل ، فلا انفكاك ؛ وإلا فيعود البحث في حدوثه.
قالوا : خرج من العدم إلى الوجود فيكون تحصيل الحاصل. قلنا : كالعلة والشرط.
ولقائل أن يعيد الكلام فيهما ، قالوا : فإما قدم العالم أو حدوثها ، قلنا : الحادث التنجزي وليس في قدرة العبد.
مسألة : ولا تصلح للضدين ، خلافا للمعتزلة.
لنا : الممكن من هذا غيره من ذاك ، ولأن نسبتها إلى الطرفين إمّا متساوية فلا بد من مرجح والمؤثر المجموع وإلا فلا تؤثر في المرجوح.
مسألة : العجز عدمي ، خلافا لأصحابنا ، قالوا : ليس أولى من القدرة ، قلنا : لولا الدليل.
ولقائل أن يقول : العجز آفة ، والسلامة عدمها ، فهو وجودي.
ومنها الإرادة ، فقيل : علم الحي أو ظنه بمنفعته ، قلنا : نجد ميلا زائدا عليه.
وقيل : كراهة الضد ، قلنا : قد نغفل عنه ، وهي غير الشهوة ، لأن شرب الدواء قد لا يشتهى.
مسألة : العزم إرادة جازمة بعد التردد ، والمحبة إرادة ؛ فمن اللّه الثواب ، ومن العبد