قيل : معارض بأنها إما لفرض فيستكمل وإلا فعبث.
قلنا : لا غرض والتعلق واجب لذاتها.
مسألة : وسميع بصير اتفاقا ، ومعناه علمه بالمسموع والمبصر ، عند الفلاسفة وأبي الحسين.
لنا : حي فيصح اتصافه بهما ، فيتصف وإلا فبضدهما والنقص عليه محال.
قيل : لا يمتنع لمخالفتها حياتنا ، أو لأن ذاته غير قابلة أو لتوقفهما على شرط محال عليه ، كما عند الحكماء ولو سلم فيخلو عنهما كما مر ، ولو سلم فمورد استحالة النقص الإجماع وهو سمعي ، فتتمسك به أولا لأن صرفهما إلى العلم مجاز ، لا يجوز إلا لمعارض فيفتقر الخصم إلى صحة نقيضه.
ولقائل أن يقول : السمك لا يسمع العقرب لا يرى ، واستدل السميع البصير أكمل ، قالوا : حدهما كذلك وضدهما نقص ، فأخذنا أكمل.
وعورض بالمشي ، فإن خصص بالأجسام فكذا الآخران.
مسألة : ومتكلم اتفاقا ، ومعناه عند المعتزلة إيجاد أصوات دالة على معان مخصوصة في أجسام مخصوصة ، والنزاع هل هو موضوعه اللغوي.
وعند أصحابنا بكلام النفس القائم به القديم الواحد وأنكرته المعتزلة.
احتج أصحابنا بوجوه :
ما مر بأن النقص عرفا العجز عن التلفظ ، وثبوت أمر بلا مأمور.
قالت : المعتزلة التصور سابق ، وليس إلا الحروف والأصوات أو تخيلهما ، فإن قلتم الأمر طلب ، قلنا : بل إرادة وحيث فرقتم ، قلتم : يأمر بما لا يريد ، ويتوقف على كونه متكلما فيدور.
أفعاله ـ سبحانه ـ تفتقر إلى مخصص ، لجواز التقدم والتأخر عليها ، فكذا أفعال العباد المترددة بين الحظر والإباحة ، والوجوب والندب ، وليس المخصص الإرادة لوجودها دون الأمر فهي الكلام ، ورد : المعنى يريد عقاب تارك الفعل الفلاني أو ثوابه.