والطبري ، وكثيرون آخرون من الحفّاظ بطرق صحيحة من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« إنَّ عليّاً منّي وأنا منه ، وهو وليُّ كلّ مؤمن بعدي » ، وفي آخر : « هو وليّكم بعدي ».
وما أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ( ١ / ٨٦ ) وآخرون (١) بإسناد صحيح من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من سرّه أن يحيىٰ حياتي ، ويموت مماتي ، ويسكن جنّة عدن غرسها ربّي ، فلْيوالِ عليّاً من بعدي ، ولْيقتدِ بالأئمّة من بعدي ، فإنّهم عترتي خُلِقوا من طينتي ». الحديث.
وما أخرجه أبو نعيم في الحلية ( ١ / ٨٦ ) بإسناد صحيح رجاله ثقات عن حذيفة وزيد وابن عبّاس عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم :
« من سرّه أن يحيىٰ حياتي ويموت ميتتي ، ويتمسّك بالقصبة الياقوتة التي خلقها الله بيده ثمّ قال لها : كوني ، فكانت ، فليتولَّ عليَّ بن أبي طالب من بعدي ».
فإنّ هذه التعابير تعطينا خُبراً بأنّ الولاية الثابتة لأمير المؤمنين عليهالسلام مرتبة تساوق ماثبت لصاحب الرسالة مع حفظ التفاوت بين المرتبتين بالأوّليّة والأولويّة ، سواءٌ أُريد من لفظ ( بعدي ) البعديّة الزمانيّة أو البعديّة في الرتبة ، فلا يمكن أن يراد إذن من المولى إلّا الأولويّة على الناس في جميع شؤونهم ، إذ في إرادة معنى النصرة والمحبّة من المولىٰ بهذا القيد ينقلب الحديث ويُعَدُّ منقصة دون مفخرة كما لا يخفىٰ.
القرينة التاسعة : قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم بعد إبلاغ الولاية :
___________________________________
= ٣ / ١٤٤ ح ٤٦٥٢ ، السنن الكبرىٰ : ٥ / ٤٥ ح ٨١٤٦ كتاب المناقب ، وفي خصائص أمير المؤمنين عليهالسلام : ص ١٠٩ ح ٨٩ ، مصنّف ابن أبي شيبة : ١٢ / ٧٩ ح ١٢١٧٠.
(١) المستدرك على الصحيحين : ٣ / ١٣٩ ح ٤٦٤٢.