هذا على أنّ المراد بِالْأَسِنَّةِ جمع سِنَانٍ ، وإن أريد بها جمع سِنٍ فالمعنى أمكنوها من الرّعى.
(س) ومنه الحديث «أعطوا السِّنَ حظّها من السِّنِ» أى أعطوا ذوات السّنّ وهى الدّوابّ حظّها من السّن وهو الرّعى.
(ه) ومنه حديث جابر «فأمكنوا الرّكاب أَسْنَاناً» أى ترعى أسنانا.
وفى حديث الزكاة «أمرنى أن آخذ من كل ثلاثين من البقر تبيعا ومن كل أربعين مُسِنَّة» قال الأزهرى : البقرة والشاة يقع عليهما اسم المُسِنِ اذا أثنيا ، وتثنيان فى السّنة الثالثة ، وليس معنى إِسْنَانِهَا كبرها كالرجل المسنّ ، ولكن معناه طلوع سنّها فى السّنة الثالثة.
(ه) وفى حديث ابن عمر «ينفى (١) من الضحايا التى لم تُسْنَنْ» رواه القتيبى بفتح النون الأولى ، قال : وهى التى لم تنبت أسنانها ، كأنها لم تعط أسنانا ، كما يقال لم يلبن فلان إذا لم يعط لبنا. قال الأزهرى : وهم فى الرواية ، وإنما المحفوظ عن أهل الثّبت والضبط بكسر النون ، وهو الصواب فى العربية. يقال لم تُسْنِنْ ولم تُسِنَ. وأراد ابن عمر أنه لا يضحّى بأضحيّة لم تثن : أى لم تصر تنّية ، فإذا أثنت فقد أَسَنَّتْ. وأدنى الأسنان الإثناء.
(س) وفى حديث عمر «أنه خطب فذكر الرّبا فقال : إن فيه أبوابا لا تخفى على أحد منها السّلم فى السِّنِ» يعنى الرقيق والدوابّ وغيرهما من الحيوان. أراد ذوات السّنّ. وسِنُ الجارحة مؤنّثة. ثم استعيرت للعمر استدلالا بها على طوله وقصره. وبقيت على التأنيث.
(س) ومنه حديث عليّ :
بازل عامين حديث سِنِّي (٢)
أى أنا شابّ حدث فى العمر ، كبير قوىّ فى العقل والعلم.
(ه) وحديث عثمان «وجاوزت أَسْنَانَ أهل بيتى» أى أعمارهم. يقال فلان سِنُ فلان ، إذا كان مثله فى السّنّ.
__________________
(١) كذا بالأصل وا والدر النثير والفائق ١ / ٦١٨ والذى فى اللسان والهروى «يتّقى»
(٢) يروى «حديث سنّى» بالإضافة.