صحيحة عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، ولا ننكر إلا ما لم يأت فيهما ، ولا تكذيب إلا بما فيهما إبطاله وبالله تعالى التوفيق.
«وأما الحوض»
فقد صحت الآثار فيه (١) وهو كرامة للنبي صلىاللهعليهوسلم ، ولمن ورد عليه من أمته. ولا ندري لمن أنكره متعلقا إلا الجهل بالآثار ولا يجوز مخالفة ما صح عن النبي صلىاللهعليهوسلم في هذا وغيره وبالله تعالى التوفيق.
«وأما الصراط»
فقد ذكرناه في الباب الأول الذي قبل هذا ، وأنه كما قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم «يوضع الصّراط بين ظهراني جهنّم ويمرّ عليه النّاس فمخدوج وناج ومكدوس (٢) في نار جهنّم» (٣) وأن الناس يجيزون عليه على قدر أعمالهم كمر الطرف فما دون ذلك إلى من يقع في النار ، وهو طريق أهل الجنة إليها من المحشر في الأرض إلى السماء ، وهو معنى قول الله تعالى : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيها جِثِيًّا) [سورة مريم آية رقم ٧١ ، ٧٢].
وأما كتاب الملائكة لأعمالنا فحق قال الله تعالى : (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً
__________________
(١) وهي كثيرة ، منها : «... اصبروا حتى تلقوني على الحوض» رواه البخاري في الفتن باب ١ و ٢ ، والجنائز باب ٧٢ ، والخمس باب ١٩ ، والمناقب باب ٢٥ ، ومناقب الأنصار باب ٨ ، والمغازي باب ٥٦ ، والرقاق باب ٧ و ٥٣ ، والتعبير باب ٣٠ ، والتوحيد باب ٢٤. ومسلم في الزكاة حديث ١٣٢ ، والإمارة حديث ٤٥ ، والفضائل حديث ٢٧ و ٢٨. والترمذي في القيامة باب ٩ ، والفتن باب ٢٥. والنسائي في القضاة باب ٤. والدارمي في المقدمة باب ١٤. وأحمد في المسند (٣ / ٥٧ ، ١٦٦ ، ١٧١ ، ١٧٨ ، ٢٢٤ ، ٣٤٥ ، ٤ / ٤٢ ، ٢٩٢ ، ٥ / ١٨٢ ، ١٩٠). ومنها : «أنا فرطكم على الحوض» رواه البخاري في الفتن باب ١ ، والرقاق باب ٥٣. ومسلم في الطهارة حديث ٣٩ ، والفضائل حديث ٢٥ و ٢٦ و ٢٩ و ٣١ و ٣٢ و ٤٤ و ٤٥. والنسائي في الطهارة باب ١٠٩. وابن ماجة في المناسك باب ٧٦ ، والفتن باب ٥ ، والزهد باب ٣٦. ومالك في الطهارة حديث ٢٨. وأحمد في المسند (١ / ٢٥٧ ، ٣٨٤ ، ٤٠٢ ، ٤٠٦ ، ٤٠٧ ، ٤٢٥ ، ٤٣٩ ، ٤٥٣ ، ٤٥٥ ، ٢ / ٤٠٨ ، ٣ / ١٨ ، ٦٢ ، ٣٨٤ ، ٤ / ٣١٣ ، ٣٤٩ ، ٣٥١ ، ٣٥٢ ، ٥ / ٤١ ، ٤٨ ، ٨٦ ، ٨٨ ، ٨٩ ، ٣٣٣ ، ٣٣٩ ، ٣٩٣ ، ٤١٢). ومنها : «... ومنبري على حوضي». ومنها : «لأذودن عن حوضي رجالا ...» ومنها : «إن في حوضي من الأباريق بعدد نجوم السماء». ومنها : «ولا يرد عليّ الحوض ...» وغيرها.
(٢) مكدوس : قال في النهاية : «أي مدفوع ، وتكدّس الإنسان إذا دفع من ورائه فسقط».
(٣) جزء من حديث طويل رواه البخاري في التوحيد باب ٢٤. ومسلم في الإيمان حديث ٣٠٢ و ٣٢٩. وابن ماجة في الزهد باب ٣٣. وأحمد في المسند (٣ / ١٧ ، ٦ / ١١٠).