الكلام في تسمية المؤمن بالمسلم ، والمسلم بالمؤمن ،
وهل الإيمان والإسلام اسمان لمسمى واحد
ومعنى واحد أو لمسميين ومعنيين ..؟
قال أبو محمد رضي الله عنه : ذهب قوم إلى أن الإسلام والإيمان اسمان واقعان على معنيين ، وأنه قد يكون مسلم غير مؤمن واحتجوا بقول الله عزوجل : (قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [سورة الحجرات : ١٤]. وبالحديث المأثور عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ قال له سعد : هل لك يا رسول الله في فلان فإنه مؤمن ..؟ فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أو مسلم». (١)
وبالحديث المأثور عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ أتاه جبريل صلىاللهعليهوسلم في صورة فتى غير معروف العين فسأله عن الإسلام فأجابه بأشياء في جملتها إقام الصلاة وإيتاء الزكاة ، وأعمال أخرى مذكورة في ذلك الحديث وسأله عن الإيمان فأجابه بأشياء من جملتها أن تؤمن بالله وملائكته (٢). وبحديث لا يصح من أن المرء يخرج عن الإيمان إلى الإسلام. وذهب آخرون إلى أن الإيمان والإسلام لفظان مترادفان على معنى واحد واحتجوا بقول الله عزوجل (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [سورة الذاريات ٣٥ ـ ٣٦]. وبقوله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [سورة الحجرات : ١٧].
__________________
(١) رواه مسلم في الإيمان (حديث ٢٣٦) وأبو داود في السنة باب ١٥. والنسائي في الإيمان باب ٧. وأحمد في المسند (١ / ١٧٦). ولفظه كما رواه مسلم عن سعد بن أبي وقاص قال : قسم رسول الله صلىاللهعليهوسلم قسما فقلت : يا رسول الله أعط فلانا فإنه مؤمن! فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «أو مسلم» أقولها ثلاثا ويردّدها عليّ ثلاثا «أو مسلم». ثم قال : «إني لأعطي الرجل وغيره أحبّ إليّ منه مخافة أن يكبّه الله في النار».
(٢) هو حديث الإسلام والإيمان ، رواه مسلم بطوله في كتاب الإيمان (حديث ١) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.