أشبه ذلك وهذه رتبة العالم في مقتضى العقول ، وفيما يشاهد بالحواس بالبصر والذوق والشم واللمس ، ومن دفع هذا خرج عن المعقول ، ويلزم الحنيفيين من هذا اجتناب ماء البحر ، لأنّ فيه على قولهم عذرة وبولا ورطوبات ميتة ، وكذلك مياه جميع الأنهار أولها عن آخرها ، نعم ، وماء المطر أيضا. ونحن نجد الدجاج يتغذى بالميتة والدم والعذرة ، والكبش يسقى خمرا أنّ ذلك كله قد استحال عن صفات كل ذلك وطبعه إلى لحم الدجاج والكبش فحل عندنا وعندهم ، ولو كثر تغذيها به حتى تضعف طبيعتها عن إحالته فيوجد في حواصلها وفيه صفة العذرة الميتة حرم وهذا هو الذي أنكروه نفسه وهم مقرون معنا في أن الثمار والبقول تتغذى بالعذرة ، وتستحيل فيها ثمرة ، أنها قد حلت ، وهذا هو الذي أنكروه نفسه وبالله تعالى التوفيق.