عمل على سعيد بن المسيب ، والقاسم بن محمد ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، وعروة بن الزبير ، ولا على أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، ولا على ابن عمه الحسن بن الحسين ، وكذلك لا يجدون لمحمد بن علي بن الحسين بسوقا في علم ولا في عمل ولا ورع على عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ، ولا على محمد بن عمرو بن أبي بكر بن المنكدر ، ولا على أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، ولا على أخيه زيد بن علي ، ولا على عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ولا على عمر بن عبد العزيز ، وكذلك لا يجدون لجعفر بن محمد بسوقا في علم ولا في دين ولا في عمل على محمد بن مسلم الزهري ، ولا على ابن أبي ذؤيب ، ولا على عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله بن عمر ، ولا على عبيد الله بن عمرو بن حفص بن عاصم بن عمر ، ولا على ابني عمه محمد بن عبد العزيز بن الحسن بن الحسن ، وعلي بن الحسن بن الحسن بل كل من ذكرنا فوقه في العلم والزهد ، وكلهم أرفع محلا في الفتيا والحديث لا يمنع أحد منهم من شيء من ذلك ، وهذا ابن عباس رضي الله عنه قد جمع فقهه في عشرين كتابا ، ويبلغ حديثه نحو ذلك إذا تقصّي ولا تبلغ فتيا الحسن والحسين ورقتين ، ويبلغ حديثهما ورقة أو ورقتين ، وكذلك علي بن الحسين إلا أن محمد بن علي يبلغ حديثه وفتياه جزءا صغيرا ، وكذلك جعفر بن محمد وهم ويقولون إن الإمام عنده جميع علم الشريعة ، فما بال من ذكرنا أظهروا بعض ذلك وهو الأقل الأنقص ، وكتموا سائره وهو الأكثر الأعظم؟ فإن كان فرضهم الكتمان فقد خالفوا الحق إذ أعلنوا ما أعلنوا ، وإن كان فرضهم البيان فقد خالفوا الحق إذ كتموا ما كتموا ، وأما من بعد جعفر بن محمد فما عرفنا لهم علما أصلا لا من رواية ولا من فتيا على قرب عهدهم منا ، ولو كان عندهم من ذلك شيء لعرف كما عرف عن محمد بن علي وابنه جعفر وعن غيره منهم ممن حديث الناس عنه فبطلت دعواهم الظاهرة الكاذبة اللائحة السخيفة ، التي هي من خرافات السمر ، ومضاحك السخفاء ، فإن رجعوا إلى ادعاء المعجزات لهم قلنا لهم : إن المعجزات لا تثبت إلا بنقل التواتر لا بنقل الآحاد الثقات فكيف بتولد الوقحاء الكذابين الذين لا يدرى من هم؟ وقد وجدنا من يروي لبشر الحافي وشيبان الراعي ورابعة العدوية أضعاف ما يدعونه من الكذب لأئمتهم وأظهر وأفشى ، وكل ذلك حماقة لا يشتغل ذو دين ولا ذو عقل بها ونحمد الله على السلامة ، فإذ قد بطل كل ما يدعونه ولله تعالى الحمد فلنقل على الإمامة بعد رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالبرهان وبالله تعالى نتأيد.